Close

مسجات أم جمعة!!

أم خميس و أم جمعة سيدتان متقاربتان في العمر تجمع بينهما علاقة وطيدة جدا فهما جارتان تسكنان في “فريج” واحد منذ سنوات طويلة، حدث أن اقتنت أم خميس هاتفا متحركا بعد أن أفلحت أخيرا في إقناع أبو خميس و ما أن وصلت هذه الأخبار إلى أم جمعة حتى قامت القيامة في بيتها لتقف على رأس أبو جمعة مطالبة إياه هي الأخرى بهاتف متحرك من باب المساواة مع أم خميس، فلم يجد مفرا من رفع راية الإستسلام مبكرا و الرضوخ لمطالب أم جمعة المستبدة قبل أن تريه نجوم الليل في عز الظهر!

بادرت أم خميس بالاتصال بأم جمعة ما أن سمعت بالخبر مهنئة إياها على هذا الإنجاز العظيم، ليدور بينهما هذا الحوار الطريف:

أم خميس: مبارك عليك دخول الألفية الجديدة و اقتناء هاتف متحرك، لم يكن لدي أدنى شك في أنك ستنتصرين على عناد أبي جمعة في النهاية.

أم جمعة: فعلا المسألة لم تكن سوى مسألة وقت، صحي أنه في البداية رفض بشدة إلا أنه مالبث أن وافق بعد أن هددته بالقيام بإضراب شامل عن الطبيخ لمدة شهر، صدقيني ((رياييل هذا الزمن ما يمشون إلا بالعين الحمرا)).

أم خميس: صدقتي و الله فلقد عانيت الأمرين من قبل مع أبو خميس صاحب الرأس (اليابس) و الأدهى من ذلك أنه أراد أن يشتري لي هاتف “أرنوب” الذي عفا عليه الزمن مدعيا بأن له قدرة عجيبة على نحمل (الفلعات) و الصدمات مهما بلغت قوتها، لكنني لم ارض بغير هاتف (كتكات) بديلا.

أم جمعة: أما أبو جمعة فقد خيرني بين الهاتف “الطابوقة” الذي بحوزته و بين أن يشتري هاتفا ذا ماركة مغمورة لكنني أصررت بشدة على هاتف “الإف إم” بل و اشترطت أن يكون رقم هاتفي متسلسلا.

أم خميس: صحيح.. لقد لاحظت أن رقمك (يهبل) و سهل الحفظ، لقد حاولت مرار و تكرارا مع أبو خميس أن يستخرج لي رقما مميزا مستغلا شبكة معارفه القوية و لكنه بدلا من ذلك أعطاني الرقم (العنقاش) الذي كان بحوزته في حين اقتنى هو رقما مميزا!

أم جمعة: انتبهي جيدا (فرياييل) هذه الأيام لا أمان لهم، حتى أنني بدأت أشك في أبوجمعة من كثرة تبديله لغطاء هاتفه الأثري، كل ما أخشاه أن يكون قد (شاف له شوفة) من وراي!

أم خميس: على طاري (الكفرات)، ما رأيك ان نحدد يوما كي نذهب فيه سوية لشراء (اكسسورات) لهواتفنا المتحركة لأنني بدأت أمل من لون غطاء هاتفي الداكن الذي يشعرني بأنني عجوز في آخر عمري، أريد أن لونا (شبابيا) أكثر حيوية..ما رأيك بيوم الجمعة؟

أم جمعة “بنبرة حادة”: و لماذا الجمعة بالذات بالرغم من أنك تعلمين جيدا أن أغلب المحلات مغلقة في هذا اليوم؟

أم خميس: على مهلك يا أم جمعة فأنا أداعبك لست إلا، لا أدري ما هو سر عدم خروجك يوم الجمعة؟ حسنا .. ما رأيك بيوم الأربعاء بالرغم من أنني وعدت أم حمود أن أرافقها إلى مصمم الأزياء؟ أم جمعة: لا بأس.. لكن على شرط و هو أن تدليني على المحل الذي اشتريت منه سماعة هاتفك “البلوبوش” كماأن جارتنا أم موزة أوصتني بشراء “ليثر كيس” لهاتفها النقال، لقد سألت في كثير من المحال لكنهم في كل مرة يضحكون علي!

أم خميس “ضاحكة”: كم مرة أخبرتك أن اسمها هو “بلوتوث” و ليست “بلوبوش”، الحمدلله أنك استبدلت كلمة “بلوفتوش” التي كنت مصرة على نطقها سابقا! قبل أن أنسى هل ستنضمين إلينا أنا و أم سعود في اتفاقية تبادل “المسجات”؟

أم جمعة: حسنا.. لكنني من الآن أقول لكم أنني لن أرسل أي “مسج” إلا في حالات الضرورة القصوى لكن هاتفي يرحب دائما بأي مسجات ظريفة و خفيفة فكما يقول المثل :”البلاش..كثر منه”

أم خميس: أنت لن تتغيري أبدا فكما عهدتك دائما “اقتصادية” و لا أستبعد أنك قد انضممت إلى جمعية (قوم بورنة)!

أم جمعة: بالتأكيد.. و أزيدك من الشعر بيتا أنني مازلت محتفظة برصيد العشرة دراهم المجانية منذ أن اقتنيت “السين كارت”

أم خميس: ها ها..تقصدين “السيم كارد” بالمناسبة عندي لك (رنة) جديدة لأحدث أغنية متربعة على قائمة (التوب تن) لهذا الأسبوع، لا شك بأنها ستعجبك.

أم جمعة: هات ما عندك مادام أنها (فري)، سمعت أن أم سلوم قامت باقتناء هاتف يعمل بـ”الإنفراثريد” يقال أنه بإمكانها أن تلعب لعبة (السنيك) سوية مع أم حمود التي تمتلك نفس الهاتف؟

أم خميس: لا بد أنك منشغلة بالطبيخ يا أم جمعة فما دخل الثريد في الموضوع؟ إن به خاصية “الانفراريد” أي استخدام الأشعة تحت الحمراء.

أم جمعة: أوووه.. تحت الحمراء أو الصفراء لا يهم، أنا مهووسة بلعبة (السنيك) و أتحدى أن يهزمني أحد فيها.

أم خميس: عرفت الآن سر احتفاظك بذلك الثعبان الضخم المحنط في صالة المنزل، أتذكرين ذلك الــ…..

أم جمعة: ألو… ألوو….أم خميس خل تسمعيني؟ كم مرة أخبرتها أن تستبدل بطارية هاتفها المستهلكة ببطارية (كالسيوم) جديدة؟!