Close

كل يوم سمك؟!

قد أستطيع تبرير موقف أي شاب يقوم بمعاكسة الفتيات و ذلك في ظل الفراغ الذي يعاني منه أغلب الشباب و انتشار مظاهر التبرج و السفور في المراكز و الأسواق فضلا عن الدور الخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام في تذويب الحواجز بين الجنسين و نشر مفاهيم الجنس و الإباحية، كما أن حالة العزوبية لها ايضا دور و ما أدراكم ما العزوبية و ما يمكن أن تفعل في الشباب!

لكن الذي لا أستطيع أن أفهمه و لا يمكن أن أتقبله أبدا هو انزلاق كثير من الرجال المتزوجين و أرباب العوائل في منزلق الخيانة و إقامة علاقات خارج نطاق الزوجية وذلك بعد أن من الله عليهم بإكمال نصف دينهم و رزقهم من الذرية ما رزقهم، فكم اغتظت عندما أخبرتني زوجتي بأنها لمحت زوج إحدى صديقاتها ممن تربطني به علاقة معرفة يتسكع في إحدى المراكز لتصدم فيما بعد أنه كان منشغلا بملاحقة فتاة بين أروقة المحال المختلفة في منظر أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه منظرمخزي لا يليق أبدا بشخص يدعي الرجولة و يحمل بداخله ذرة واحدة من تحمل المسؤولية، فما بالك إذا كان يدعي الإلتزام و يوهم من حوله بأنه على الطريق المستقيم -مع أن تصرفاته لم تكن توحي بذلك أبدا- لينكشف الغطاء و تظهر حقيقة أن ذلك الإلتزام ليس سوى (أي كلام)، فالإلتزام ليس مجرد تقصير الثوب و إعفاء اللحية بل هو جوهر قبل أن يكون مظهرا.

العذر الي يتحجج به كثير من الرجال المبتلين بهذه الكبيرة الخطيرة و ديدنهم الذي يرددونه دائما هو الرغبة في التغيير، كما صرح أحد أؤلئك الحمقى المتزوجين عندما سئل عن سبب تعدد علاقاته النسائية ليجيب بكل وقاحة واستهتار: ” كل يوم سمك سمك سمك… لازم نغير!!” و لكن لماذا لا يطرق باب التغيير إلا من الوجهة المحرمة مع أن الشرع أباح للرجل الزواج مثنى و ثلاث و رباع ليسد بذلك الذرائع أمام كل راغب بتناول وجبة غير السمك!

ماذا يا ترى سيكون رد فعل تلك الزوجة المسكينة إذ ما تنامى إلى مسامعها التصرفات الصبيانية التي يقوم به زوجها الأرعن من رائها؟… و ما هو موقف كل زوجة مبتلية بزوج من هذا الصنف من الأزواج عديم المبادئ و الأخلاق؟…خذ جولة في أروقة المحاكم و ستجد الجواب!

(1026)