Close

الداخل مفقود…و الخارج مولود!!

ارتياح نسبي شعرت به عندما فتحت بريدي الإلكتروني لأجد بداخله رسالة التأكيد على مغادرتي السفينة حالما نصل إلى خورفكان يوم السبت القادم، فكل ما كنت أخشاه أن يتكرر نفس السيناريو الذي حصل مع الكهربائي النرويجي الجنسية الذي كان من المفترض أن يغادر الشهر الماضي من الخليج و لكنه اضطر إلى البقاء لثلاثة أسابيع إضافية بعد أن تعذر إيجاد بديل يحل محله و طوال تلك الفترة، بقيت أعصابه مشدودة ما بين مد و جزر لا يدري متى سيرحل و لا أين إلى أن جاءه الفرج قبل أيام عبر رسالة تفيد بالتحاق بديله من سنغافورة التي لولاها لأكملنا طريقنا نحو الخليج لا نلوي على شيء، و لكن أجزم أن ذلك الكهل الذي احتفل قبل أيام بذكرى ميلاده السادس و الخمسين سوف يصاب بسكتة قلبية لا محالة إذا ما اضطر للبقاء لتسعة ايام إضافية خصوصا و أنه يعاني من ارتفاع مزمن في ضغط الدم لم تفلح في خفضها كومة الأدوية التي جلبها معه حتى بات على أعتاب مرحلة الإنفجار!? لذلك كان توقفنا في سنغافورة هذه المرة يشبه أحداث فيلم (Mission Impossibe)!

كنت قد حدثتكم البارحة عن أسوأ اللحظات و أكثرها تعاسة قد تمر على أي منا و اليوم سأحدثكم عن أسعد اللحظات و أكثرها إثارة و هي اللحظة التي أضع فيها قدمي على بداية سلم النزول من السفينة، ولو سألني أحدكم عما أشعر به في تلك الحظة بالتحديد لما استطعت أن أجيبه بإجابة وافية..فلو قلت فرح?مرح..سرور.. غبطة..لما وجدت نفسي قد أجدت التعبير?فهو شعور مختلف تماما لا أجد له وصفا معبرا سوى عبارة دائما ما أرددها و هي: (الداخل مفقود? و الخارج مولود)? فلحظة النزول.. هي لحظة الولادة.. لحظة الحياة?.لحظة عودة عقارب الساعة للدوران من جديد… و إلى أن تحين تلك اللحظة الحاسمة? ستمضي ما تبقى لي من أيام ..بطييييييئة? ممللللللللللة.. رتيييييييبة.. أشبه بسلحفاة تخوض سباقا مع أرنب مصاب بالشلل!

بسرعة:
إجازتي هذه المرة سوف تكون قصيرة…مركزة…حافلة بالمهمات و الإرتباطات…لدرجة أني قد أحتاج خلالها من يقوم بحك رأسي بدلا مني!

أسبانيا… ثم إيطاليا…و تلتهما ألمانيا…جميعها خرجت من الدور الأول في نهائيات الأمم الأوروبية الحالية دون أن أستمتع بمشاهدة و لو مبارة واحدة…كلي أمل أن ألحق بالمبارة النهائية و ألا أضطر إلى مشاهدتها على تلفزيون “سيريلانكا” كما حدث في افتتاح مونديال 98!

قبل فترة فرحنا بخبر إسلام مجموعة من الجنود الكوريين قبل توجههم إلى العراق..و لكني لن أستغرب إذا ما تنامى إلى مسامعي نبأ ارتدادهم…فمشهد زميلهم المترجم المسكين الذي ذبح من قبل أولئك السفاحين ممن يدعون الاسلام…كان حقا بشع و يثير الإشمئزاز..

(934)