Close

من ذكريات العيد| تقشير حبات الفول السوداني..!!

عندما كنا صغارا و قبل مقدم العيد بعدة أيام، تعودنا أن تقوم الوالدة حفظها الله بشراء كمية كبيرة من الفول السوداني من محلات البقوليات والتوابل في السوق القديم –رحمه الله!- وتنقيعه في الماء لعدة ساعات، قبل أن يحين دوري أنا و أختي في عملية التقشير، فالتنقيع في الماء يلين من قشرة حبة الفول السوداني أو (اللوزة) كما نسميها ويسهل كثيرا من عملية التقشير، كنا نجلس أمام التلفزيون و بين أيدينا قدر كبير منقوع بداخله كمبة كبيرة من الفول السوداني و ثاني لرمي القشور والثالث لجمع الحبوب النظيفة بعد التخلص من القشور.
كنت أتبارى أنا و أختي الكبرى من منا يستطيع تقشير أكبر كمية ممكنة من الفول السوداني قبل أن تلحق بنا أختي الصغرى فيما بعد وتتحول المنافسة إلى ثلاثية!

بالرغم من كون العملية مرهقة وتستغرق كثير من الوقت إلا أننا كنا نستمتع بذلك استمتاعا شديدا –خصوصا إذا كانت العملية مرتبطة بمشاهدة الرسوم المتحركة!-، لدرجة أنه في كثير من الأحيان تحدث نزاعات فيما بيننا والسبب عادة ما يكون حرص أحدنا على الاستئثار بعملية التقشير بمفرده هربا من أداء الواجبات الدراسية!

بعد الانتهاء من عملية التقشير، يحين دور الوالدة مرة أخرى حيث تقوم بقلي حبات الفول السوداني المقشرة في الزيت قبل أن تضيف عليها بعض الخلطات (السرية) التي تعطيها نكهة مميزة، و بعد ذلك تقوم بتخزينها في أوعية متوسطة الحجم ذات أغطية محكمة مانعة لدخول الهواء ثم وضعها في مكان بارز في كل من مجلسي الرجال والنساء جنبا إلى جنب مع فوالة العيد استعدادا لاستقبال الضيوف خلال أيام العيد.

للأسف هذه العادة الآن اندثرت مع ظهور (باتشي) و(فوالة) و غيرها من محال الشوكولاة و تيسر الحصول على المكسرات من المحمصات المختلفة (جمع محمصة إذا لم أكن مخطئا!)، فما أسهل الحصول على كيلو جاهز (مقشر) من الفول السوداني و بنكهات و أشكال مختلفة هذه الأيام و بسعر مناسب، لكن الطعم و حلاوة تلك الأيام هي التي كانت تصنع الفارق بالتأكيد.

عيدكم مبارك و كل عام و أنتم بخير:)

eid.jpg

(2831)

7 thoughts on “من ذكريات العيد| تقشير حبات الفول السوداني..!!

  1. الله …بلا شك ايام الفول السوداني كانت جميلة وبريئة….ههه
    ….أيام أول بالفعل كان العيد عيد.. كنا نرضى بالقليل والبسيط…… هالايام اليهال ما يكتمل عيدهم إلا بالعيدية!
    شو رايك خوي أسامة لو قلتلك أننا بجانب الفواله والباتشي مازلنا نقشر اللوز إلى الآن مع أمي!! ههههه بس اختلف نوع المكسر انتو الفول السوداني ونحن اللوز.
    لا يكتمل عيدنا إلا بتقشير اللوز كل سنة وتقريبا بنفس الطريقة اللي ذكرتها بنقعه في الماء أولا ثم تقشيره وتقطيع اللوز شرائح وقليه بالسمن واحتفاظه في أوعية وإحكام تغطيته ثم استخدامه في بعض أنواع الحلويات.
    ولكن رغم كل ذلك افتقدنا للأسف نكهة العيد الحقيقي الذي كنا نستلذه آيام برائتنا… 🙁
    شكرا على هذا المقال الذي أعتبره عيديتي لهذا العيد
    والعيد مع اسامة أطيب… هههه بمقالات أسامة أطيب
    وكل عام وأنت ونحن والأمة الإسلامية بألف خير 🙂

  2. بالفعل ذكريات جميلة جداً.. ربما لم أكن من الذين يقشرون الفول السوداني في ذلك الوقت .. ولكن أذكر أنني كنت أجلس أشاهد اخوتي واخواتي وهم يقشرون الفول في (الحوي).. طبعاً نص الفول المقشر في بطونهمــ.. وكانوا دائماً يستبخلون علي بعضاً منهــا .. ويتمتعون هم بتناولها.. عقاباً لي على الدلال التي كانت تمنحني اياه امي (الله يحفظهــا) ..
    كل عام وانتمـ بخير..

  3. ذكرتنــي بمـــا مضـى .. كنا نقشر اللوز ( البيدام ، كما يطلق عليه بلغتنا المحلية ) و لكننا كنا نأكله عوضــاً عن تقشيره .. و بقدوم عصر التكنولوجيا و السرعة ( و الكســل ) اندثرت هذه التقاليد و أتى الباتشي ليتسيد طاولاتنـا و ينصب نفسه ملكاً على الطاولة طالمـا هو موجود .. فالكـل سيراه و لن يأخذ غيره .

    كل عام و أنتمـ بخير

    >> بعيداً عن الموضوع

  4. كل عام وانت والمه الإسلاميه بخير وعافيه

    عادات جميله اندثرت مع الأيام

    حكايتي مع الفول السوداني شبيهه لحكايتك لكن مع بعض الإختلاف الوقت إذ لم يكن محدد بالعيد بل بفترة الشتاء. أما الطريقه فكنت استخدم نفس طريقة التقشير لكن القلي يكون بالزيت والسكر ^_^

    أيام حلوه

    لك احترامي

  5. أخي الفاضل أسامة،،
    نظرا لحبي الشديد بالفول السوداني، فإني أتمنى أن نتذوق قليلا منه في المكتب، فهلا جلبت قليلا منه في صباح الغد الباكر ؟؟
    دعوني اجول في ذكريات الماضي،، فعن نفسي لم أكن أضيع وقتا في التقشير والقلي، حيث كنت اتبع اسهل الطرق للحصول عليه :). لقد كنت أذهب إلى ميدان الرولة بالشارقة لأجد إخواننا الهنود جالسين على “قوطي نيدو” ويقلون الفول السوداني ويبيعون كمية كبيرة منه بدرهم واحد فقط :)، وقد كنت استمتع جدا بالوقوف إلى جانبهم والتحدث إليهم وأنا أتناول الفول السوداني.

    وما يذكرني بهذا الموقف الجميل هو وجودي وبشكل يومي مع أخي سالم في العمل، حيث أنه يذكرني بهم وبحواراتهم الرائعة ناهيك عن ذلك الوجه البشوش المبتسم وهزة الرأس 🙂

    أشكرك أسامة على الموضوع 🙂

  6. كناري: يبدو أن الجميع كان يستمتع بتقشير اللوز في وليست ميزة تفردنا بها:)

    كانت أيام وذكريات جميلة بالتأكيد!!

    HJR:يبدو أنك كنت صغيرة جدا على عملية التقشير:)

    بوعسكور: بصراحة لو قارنا الباتشي مع اللوز فالغلبة بالتأكيد.. للباتشي:)

    المحروم: مرحبا بك في عالم التقشير:)

    بو بشاير: لا تعليق!

    الراعي غير الرسمي: عند (بوبشاير ) الخبر اليقين!!

Comments are closed.