أحد أهم قواعد النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي هي الاستمرارية، المعادلة بسيطة جدا فلو أخذنا الانستاقرام كمثال، إذا أردت أن ينمو حسابك على الانستاقرام فيجب عليك أن تخصص جزءا من وقتك وجهدك لكي تنشر محتوى بشكل يومي، ويجب ان يكون هذا المحتوى متنوع ما بين صور وفيديوهات (ريلز) علاوة على التفاعل مع أصحاب الحسابات الأخرى ممن تتابعهم، والقاعدة هذه تنطبق على باقي المنصات بما فيها منصة اليوتيوب التي بدأت قناتي فيها قبل ٦ سنوات تقريبا لكن بالكاد وصل عدد المشتركين فيها إلى ١٠ آلاف مشترك وليس هذا بمستغرب فالسبب ببساطة هي انقطاعاتي المتكررة عن القناة وعدم نشر فيديوهات بشكل دوري، كان آخرها الانقطاع الطويل جدا والذي امتد إلى سنتين، فأن تركز مجهوداتك كلها لنشر فيديو واحد كل شهر أو شهرين بالعادة لا تجدي نفعا وبالتالي نمو قناتك سيكون بطيئا جدا.
في البداية كنت مهتما بموضوع الارقام والاحصائيات لكن مع مرور الأيام وبعد أن أيقنت حقيقة أن المنافسة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين رفعت راية الاستسلام مبكرا واكتفيت بجزئية الاستمتاع في الجوانب المتعلقة بتصوير الفيديو ونشره على القناة، وذلك على أمل أن يبتسم الحظ لي في يوم من الايام ويصبح احد الفيديوهات “تريند” وأتحول إلى يوتيوبر مشهور بين ليلية وضحاها هو الأمر الذي لم يحدث ولا أعتقد أنه سيحدث قريبا!
وبطبيعة الحال كنت ومازلت أتابع مجموعة كبيرة من صناع المحتوى على اليوتيوب على رأسهم “علي عبدال” وهو يوتيوبر بريطاني بدأ قناته قبل عدة سنوات (٦ سنوات بالتحديد أي بدأ في نفس الفترة اتي بدأت فيها) عندما كان في السنة الأخيرة لدراسة الطب في جامعة كامبريدج، وبالرغم من انشغال علي بدراسة الطب إلا أنه كان ملتزما بنشر فيديوهين على قناته أسبوعيا، وهو أحد أهم الأسباب في النمو الكبير على قناته والتي وصل عدد المشتركين فيها إلى مليون مشترك خلال سنتين فقط وهو ما شجعه في فترة لاحقة أن يضحي بعمله كطبيب وسنوات دراسته الطويلة في مجال الطب ويتفرغ تماما الفيديوهات على اليوتيوب وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وحاليا يبلغ عدد المشتركين قناته ٥ مليون مشترك.
أعتقد أنني فوّت على نفسي فرص كبيرة للنجاح على السوشال ميديا كوني معاصر لأغلب المنصات منذ نشأتها وبداياتها على الشبكة وأيضا فرصة أن تدر علي دخلا ماديا، التواجد على السوشال ميديا لم يعد هواية كالسابق ولكن باتت صناعة والدليل هو ظهور شريحة ما يطلق عليهم اسم مشاهير السوشال ميديا والذين يعتمدون بشكل أساسي على دخلهم من الاعلانات على مختلف هذه الوسائل, وأظن أنني أمتلك مقومات النجاح عليها لكن ما ينقصني هو الارادة والاستمرارية.
وبالمناسبة نشرت البارحة مقطع جديد على قناتي في اليوتيوب حول بعض الأخطاء والنصائح لليوتيبورز الجدد هذه النصائح مستوحاة من فيدوها لعلي عبدال، صحيح أنني أعلم أغلب هذه النصائح والتلميحات لكن مشكلتي أنني حتى الآن لا أطبقها!
(51)