أمر هذه الأيام بظروفٍ غير مريحةٍ في بيئة العمل، ليست المشكلة في كثرة المهام، ولا في ضيق الوقت، بل هناك شعورٍ داخلي متزايد بعدم الراحة وعدم الرضا، تفسيره بالنسبة لي واضح لكن للأسف أعجز عن الافصاح عنه بشكل كامل حاليا وربما هذا سبب أخر لزيادة الضيق بداخلي.
هو شعور ينعكس على المزاج سلبا ، ويتسلّل إلى تفاصيل الحياة، اضطراب في النوم، فتور في التركيز، ميل إلى العزلة والوحدة وفقدان الثقة في من حولك، هذا الشعور جعلني أدرك أن الضغوط النفسية حين لا تجد مَن يحتويها أو يفهمها، تصبح عبئًا على صاحبها وعلى من حوله، وأن الانسان مهما بلغ من قوة و نضج يظل إنسانا ويبقى عرضة للتآكل الداخلي إذا أهمل صحّته النفسية و الجسدية، والمقابل المادي مهما كان مغريًا، لا يُعوّض ضياع الصحة الجسدية و السلام الداخلي
وحتى تكون هذه التدوينة ذات فائدة للقراء فمن تجربة 24 سنة في الحياة الوظيفية، تعلّمت:
• لا يُقاس نجاحك بلقبك الوظيفي، في فترة من فترات حياتي كنت أبحث عن اللقب والمسمى…لكن للاسف كان ذلك بمقابل
• كُن مهنيًّا لكن لا تكن تابعًا.• احمِ نفسك من الاستنزاف، كما تحميها من التقصير.
• كلما تقدّمت في العمر، ازداد وزن “السكينة” على كفّة الميزان.
• ليس كل صمت ضعف أحيانًا هو احترام للنفس والرسالة الي يوصلها أقوى من أي رد
• العلاقات الطيبة والذكرى الحسنة هي كل ما يبقى منك بعد أن تغادر الكرسي…
أكتب هذه الكلمات لا شكايةً ولا تبريرًا، بل تذكيرًا لنفسي ولكل من يمرّ بشيء مشابه:
احترم ذاتك، اصغِ لداخلك، ولا تخسر نفسك من أجل ما لا يستحق
(5)
أتفق. دمت.