Close

4/1…!!

عدت للتو من استاد آل نهيان الذي شهد الملحمة الكروية المرتقبة بين قطبي العاصمة نادي الوحدة و نادي العين،لم أكن في الحقيقة أنوي حضور المبارة و إنما الاكتفاء بمشاهدتها عبر شاشة التلفاز إلا أن اعتدال الطقس هذا المساء نجح في تغيير رأيي و تشجيعي على الذهاب إلى أرض المباراة لأستعيد بعض من ذكرياتي في بريطانيا عندما كنت أذهب في بعض الأحيان لتشجيع فريق نيوكاسل في مبارياته المهمة.

لحسن الحظ نجحت في الحصول على مكان فلأول مرة منذ سنوات أشاهد الملعب و هو ممتلئ عن بكرة أبيه بالجماهير الغفيرة التي جاءت خصيصا للاستمتاع بأحداث هذا اللقاء المثير، و بالفعل لم يخيب الفريقين آمال هذه الجماهير و كان الأداء الفني مثيرا و الغلة من الأهداف وفيرة حيث نجح أصحاب السعادة في التغلب على الزعيم العيناوي بنتيجة كبيرة قوامها 4 أهداف مقابل هدف يتيم.

عموما أترك مهمة تحليل أحداث المبارة للصحف و الملاحق الرياضة و سأكتفي بتدوين بعض مشاهداتي حول المبارة بشكل سريع:

كنت قد عقدت العزم أن لا أتكلم عن التشجيع و المشجعين و لكن المشجع الذي كان يجلس أمامي نجح في استفزازي بسيل الشتائم و الكلمات البذيئة التي كانت تنطلق من فمه بسبب أو بدون سبب، لذلك مع نهاية الشوط الأول لم يكن لدي سوى إحدى خيارين، إما أن أضربه على رأسه بالنعال أو أن أغير مكاني خلال استراحة ما بين الشوطين…طبعا اخترت الخيار الثاني و الأسهل بعد أن شاهدت أن حجمه يفوق حجمبي بمرتين .. على الأقل!

أطفال لا يتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة ينفثون دخان السجائر دون حسيب أو رقيب مع أنه يوجد قانون يحظر التدخين على من هم فوق الثامنة عشرة سنة و لكن يبدو أن القانون يقتصر على منع البيع فقط!

المنتديات الرياضية دائما لها جوها الخاص فيما يتعلق بالدريبيات الرياضية، دخلت لإحداها لأرى آثار الزلزال الوحداوي لأجد كالعادة نفس (الحدوتة)، فرح طاغي من قبل جمهور الفريق الفائز يصل في كثير من الأحيان إلى الاستهزاء بجمهور الفريق الخاسر، و تبريرات مملة و مكررة من قبل جمهور الفريق الخاسر و اتهام للحكام بمجاملة و محاباة الفريق الفائز أو إلقاء اللوم على المدرب و المطالبة بإعدامه… متى يا ترى سنتعلم الاعتدال في مواقفنا.. على الأقل الكروية!

جميل أن نفرح بالفوز و لكن الأجمل أن نفرح و نحن ملتزمين بالقوانين و الآداب و اللياقة العامة، و لكن ما نراه دائما مع كل انتصار هو فوضى عارمة تعم كل مكان، فهل صارت الفوضى قرينة دائمة للفوز أو أن الفوز لا يحلو مذاقه إلا بالفوضى؟!

همست في أذن صديقي: ” كان الله في عون العمال الذين سيتولون عملية تنظيف المكان” بعد أن شاهدت كم النفايات التي امتلأت بها المدرجات مع انتهاء المباراة.!

من يريد أن يضحك و يبكي في الوقت نفسه فما عليه سوى أن يتابع حلقة واحدة من برنامج “الجماهير” الذي يعرض أسبوعيا مساء كل أربعاء على قناة دبي الرياضية.

لا تحلو مشاهدة المباراة إلا باصطحاب كيس يحوي حب دوار الشمس و علبة عصير ميلكو برتقال.. لا تسألوني لماذا!

أساليب التشجيع تطورت كثيرا مقارنة مع السنوات الماضية، ففي السابق كان يقتصر الأمر على الصياح عبر مكبرات الصوت و التصفيق بالأكف، و الآن هناك الأوراق الملونة و الخيوط الورقية و عصيان التصفيق التي تصدر أصوات أكثرا إزعاجا..و الي يعيش ياما حيشوف!

أتمنى أن يعود فريق العين سريعا إلى مستواه المعروف فمع أنني وحداوي إلا أن الدوري لا يحلو إلا بوجود العين كمنافس عنيد و شرس!

هناك بعض اللاعبين يلعبون و كأنهم يعلقون لافتات مكتوب عليها “ممنوع اللمس” فمجرد أدنى احتكاك تجدهم يتاسقطون كالذباب و هم يدعون الإصابة، إذا كان هذا ما يسمونه بالتكتيك,, فبلا شك هذا تكتيك (فشنج)!

لا أعرف من بين زملائي في الدوام سوى زميل واحد يشجع نادي العين، كم أنا مشتاق لرؤيته يوم السبت… لكن لا أعتقد أنه يبادلني نفس الشعور!!

(1323)

10 thoughts on “4/1…!!

  1. سبحان الله صدفة من غير ميعاد ..
    فأنا قبل ساعات كنت عاداً من استاد الملك فهد لحضور حفل اعتزال اللاعب يوسف الثنيان وكانت هناك مباراة بين فريقي الهلال وفالنسيا الأسباني ، طبعا انتهت المباراة بفوز هلالي 2 -1
    وبالنسبة لملاحظاتي التي شاهدتها في الملعب تقريبا نفس ما ذكرت سواء كانت ألفاظ نابية او مشاهدة سحب كثيفة من دخان السجائر .
    اتوقع ان جميع ما ذكرت صورة متكررة في الملاعب العربية بصفة عامة ..

  2. أحيي كاتب هذه الكلمات لأسلوبه الرائع في سبك الكلمات والتعبير عن ما يجول في خاطره من معان وأفكار.
    وحديثه حول مباراة القمة: الوحدة والعين، شائق شائك، لأنها مباراة العام في دوري الإمارات كالعادة.
    وملاحظاته في محلها، وأحببت أن أضيف:
    بأن القائلين بأن دوري الإمارات دوري قوي ومميز إنما يخدعون أنفسهم قبل الآخرين، فمن غير المعقول ألا نشهد في دوري الإمارات في كل سنة إلا بضعة مباريات تنعد على الأصابع، هي الوحيدة التي تشهد مستوى فنياً رائعاً وحضوراً جماهيرياً كثيفاً.
    والمشكلة أن المعلقين الرياضيين في المباريات، والمحللين في القنوات والإذاعات، وكتاب الأعمدة والمحررين في الملاحق الرياضية، يساهمون بشكل مباشر في اختلاق هذا الوهم السلبي.
    فبسبب مباراة واحدة تجدهم يرفعون دوري الإمارات إلى أعلى الآفاق وكأنه من طراز الدوري الأسباني أو الإيطالي.
    يا جماعة إذا أردتم أن تتميزوا عن غيركم فكونوا واقعيين في كل شيء، والتزموا الاحتراف ليس فقط في مجال اللعب داخل الملعب ولكن إدارياً وإعلامياً وجماهيرياً، لأن ما نراه هو فعلاً يرجعنا إلى الخلف بدلاً من الأمام.
    ودمتم سالمين.

    وليف الروح

  3. البراك:

    يبدو أن التشجيع العربي همجي أينما كان!

    ماجد:

    و أنا بدوري أتمنى ذلك و لكن على ألا يقتصر المنع على الملاعب فحسب بل يشمل جميع الأماكن العامة..

    وليف الروح:

    أتفق معك تماما .. فالدوري لايكون قويا إلا بتطبيق الاحتراف الحقيقي الذي يشمل جميع اللاعبين الأمواطنين قبل الأجانب و هو ما لايوجد عندنا حاليا..

  4. برنامج الجماهير في مجمله جميل و ممتع و لكن هناك قلة من الجماهير المتعصبة التي يقوم البرنامج بتصويرهم يفسدون في بعض الأحيان متعة المشاهدة

  5. غريب من اننا نتكلم عن الهمجيه في الرياضه العربيه

    مع انك عزيزي كنت عايش في بريطانيا بلد التعصب الكروي ومن يشجع ناديا خارج مدينته يعتبر خائنا وقد يتعرض للضرب الشديد وليس السباب فقط فالسباب هو قبل كل شيء اساسي 🙂

    هل نسينا نهائي ديربي ميلانو في تصفيات كاس اوروبا العام الماضي ؟ عندما تعرض حارس نادي اي سي ميلان الى الرمي بالمفرقعات الناريه وليس علب المياه فقط !! وهل نسينا نهائي اوروبا في الثمانينات بين يوفينتوس وليفربوول الذي مات اثره اكثر من 40 مشجع لفريق يوفنتوس بعد فوزه على ليفربوول بسبب تعرضهم للضرب الشديد على يد مشجعي الليفر ؟؟

    اخر مباراه بين ديربي ميلانو تعرض اكثر من 4 لاعبين الى النزيف الحاد بسبب الضرب فيما بينهم فهذا الشيء وارد بين اللاعبين فما بالك بالجمهور ؟

    اعتقد ان هذا تعصب مننا اننا نرى ان الكره العربيه سيئه وانها عنصريه وان فيها مافيها ومع ذلك نحن نرى الكره الحقيقيه الاقدم مننا فيها اكثر من ذلك ” راقب الدوري الارجنتيني ووستعرف ماذا اقصد ”

    ليست الرياضه العربيه فقط هي التي تحوي هذه الامور يا اخوان

  6. أخي الكريم..

    بحكم قضائي لعدة سنوات في بريطانيا فمن الطبيعي أنني عايشت المجتمع الكروي هناك..
    لا أنكر وجود مظاهر الخروج عن النص بعد انتهاء المبارايات و لكن ما أقصده هو التصرفات الانفعالية و المبالغ فيها من قبل الجمهور عند التعامل مع وسائل الإعلام.. و برنامج الجماهير أكبر شاهد على ذلك..
    صحيح أن الجماهير الإنجليزية (مجنونة) بمعنى الكلمة و ذلك سموا بالهوليجانز.. لكن على الأقل هم يمتلكون الحد الأدنى من الأدب عند التعامل مع وسائل الإعلام مع أن سقف الحرية أعلى من الذي عندنا بكثير…

  7. أخي أبو خالد ، لا عبرة لنا بما يحدث هناك ، إذا كان معرض حديثنا عن القيم في المجتمعات الغربية فحتما سنمر على هذا الجانب ، أو كان حديثنا عن الطبع العنصري والتعصبي لديهم ، أما إذا تحدثنا على أنفسنا وعن عيوبنا ، فلا يجب أن نقارنها بغيرنا ، فكون غيرنا يسيء مليونا لا يعني أننا محسونون بالنسبة لهم لكون إسائتنا أقل من إسائتهم.

    اعتقد أن مجرد نقدنا لهم لن يجدي نفعا في تغيير واقعنا ، بال نقد الواقع الخاص بنا هو الأجدر بنا ، لذلك يروى أن التابعي الجليل محمد بن سيرين كان حاضرا في مجلس ، فشتم رجل الحجاج بن يوسف بعد موته ، فقال له ابن سيرين:
    يا بني إن الحجاج قد أفضى إلى ربه ، وسيقتص الله للناس الذين ظلمهم الحجاج من الحجاج ، كما سيقتص منك لما قلته فيه ، وستأتي يوم القيامة وأحقر ذنب لديك أعظم من أعظم ذنب ارتكبه الحجاج.

  8. أنا عن رأيي بصراحة فأنفع أن أكون محلل رياضي !! فقبل المباراة بثلاثة أيام كنت أتحدث أمام متعصين للنادي العين والوحدة وقلت لهم أن النتيجة ستكون لصالح الوحدة 4/1 !! وهنا المفاجأة أن النتيجة التي ظهرت في المباراة نفس توقعي !

    وبالنسبة للمشجعين المتواجدين هناك، أعتقد الأمر يحتاج إلى توعية، الدوري الإماراتي مهما كان ليس دوري عالمي قوي فلماذا كل هذا التعصب الحاصل بين جماهير أندية الدوري !

Comments are closed.