“ياللا يا جمعة وماجد… إنت و حصة و عابد… و كمان جمعة و راشد…..نجري و نشتري ماجد” لابد أن الكثير منكم مازال يتذكر هذه الأغنية الظريفة التي كانت تعرض أسبوعيا كدعاية لمجلة ماجد، مجلة الأولاد و البنات.. و الكبار أيضا!
فلا شك أن مجلة ماجد كان لها دور كبير في تنمية حب القراءة و الاضطلاع و زيادة رصيدي من المعلومات و الثقافة خلال مرحة الطفولة، فما زلت أذكر مغامرات شمسة و دانة و قضايا النقيب خلفان و المساعد فهمان، و استفدت كثيرا من معلومات زكية الذكية و كنت أسمتمع كثيرا بنوادر كسلان جدا و مقالب موزة الحبوبة التي غالبا ما يكون ضحيتها شقيقها رشود، ومازلت أذكر المعارك الأسبوعية الضارية التي كانت تنشأ بيني و بين أخوتي أينا له الحق في قراءة مجلة ماجد أولا، إلى أن توصلنا إلى (معاهدة سلام) تقضي بأن نلتزم بنظام المداورة الأسبوعية إلا أنني في بعض الأحيان أضطر إلى الإخلال ببنود هذه المعاهدة و أستخدم سلطتي الإرهابية في تصفح المجلة أولا 🙂
من الأمور التي تثير العجب و الضحك في نفس الوقت قيام بعض المشككين بتناول مجلة ماجد و الإشارة إليها باصابع الاتهام بأن لها دور كبير في إفساد الأطفال ، فأذكر قبل فترة طرح موضوع في منتديات سوالف الأصدقاء قام الكاتب فيه بسرد قائمة طويلة عريضة من النقاط السلبية كان بها تجن واضح على المجلة، فمن ضمن لائحة الاتهامات وجود بعض الشخصيات التي ادعى الكاتب أنها شخصيات غربية كشخصية الفتاة المشاكسة “بي بي”حيث كان من الأولى أن يتم استبدالها بشخصية أخرى عربية من تراثنا الأصيل، بل تمادى كاتب الموضوع أكثر في كلامه عندما قال أن مجلة ماجد تقوم بزرع مفاهيم غربية دخيلة في عقول الأطفال الصغارو غير ذلك من الكلام الكثير الذي من الصعب أن أقبله و أصدقه!
و لحسن الحظ تصدى بعض الأعضاء لمقالة هذا الكاتب السطحية التي أرى أنه لا غرض منها سوى إيجاد شيء من لاشيء، صحيح أنه قد توجد بعض الأمور السلبية لكن نحن معشر العرب نتقنن في إيجاد هذه السلبيات و جوانب الضعف و من ثم تضخيمها و نغفل دائما الجوانب الإيجابية أو نتغافل عنها، لذلك لا غرابة أن نكون شعبا انفعاليا لا يفلح سوى في الشجب و الاعتراض و الاستنكار، و مازال هناك الكثير من الناس الذي لا يتقبل الحقائق الواضحة و المكشوفة وضوح الشمس بل يظل يحفر هنا و هناك حتى يجد حقيقة (معوجة) تروي ظمأه في إيمانه بـ (نظرية المؤامرة) !
توقفت عن شراء المجلة منذ فترة طويلة إلا أنني أتصفح بعض الأعداد بين الفترة و الأخرى لأفاجا في كل مرة بكثير من التغيرات الملحوظة حيث تنضم شخصيات جديدة و رترحل شخصيات أخرى إلا أن المجموعة الأساسية تبقى موجودة على رأسها الجنرال كسلان جدا!
أخيرا أنا ما زلت عند رأيي بأن مجلة ماجد هي المجلة المثالية للطفل العربي و لا غنى عنها لما تتضمنه من فوائد و (فيتامينات) ثقافية لا تقل عما يزخر به حليب (نيدو) كامل الدسم!
(1109)