قبل أسابيع خطا ابني البكر عامر خطواته الأولى بعد أن أتم بحمد الله عامه الأول، و وجدت أنه حان الوقت لشراء مقعد للسيارة خاص به بعد أن أصبح من الصعب-بل من المستحيل!- السيطرة عليه إذا ما قمنا برحلة بالسيارة و بقي في حضن أمه كما درجت العادة، و من خلال تجولنا في محلات الأطفال المختلفة فوجئت بالأسعار الباهظة لمثل هذه الكراسي، فالأسعار تتراوح ما بين 400 إلى 1200 درهم، تعتمد بالدرجة الأولى على مستوى الأمان و الراحة اللذان توفرانه للطفل و كذلك السمعة التي تتمتع بها الشركة المصنعة، و ووقع اختيارنا في النهاية على مقعد مصنع من قبل شركة Britax البريطانية الشهيرة المتخصصة في أنظمة السلامة للأطفال، بعد أن وجدنا أن يوفر كافة الشروط المطلوبة كما أن سعره مناسب جدا، و بالتحديد على هذا المقعد الذي أطلق عليه اسم Freeway.
أما هاجسنا الأكبر فكان ألا يتقبل عامر فكرة الجلوس على الكرسي و هو مكبل بالأحزمة و القيود التي سوف تحد من حركته، و كانت أول تجربة عملية عندما قمت باصطحابه قبل عدة أيام لأخذ والدته من إحدى الأمكنة كمفاجأة سعيدة لها، و لم يخيب عامر ظني فيه فجلس بشكل غريب على الكرسي ساكنا وهادئا مستسلما للأمر الواقع! و مع وصولي مكان والدته وجدت أنه خلد في سبات عميق!
أما التجربة العملية الرئيسية فكانت عندما اصطحبناه بالأمس في رحلة إلى مدينة العين، و مرة أخرى لم يخيب هذا البطل ظني فيه فهذا الشبل من ذاك الأسد (الي هو أنا!) و جلس ساكنا طوال ساعتين هي مدة الرحلة، طبعا كانت هناك بعض المناوشات الخفيفة بين الحين سببها الرئيسي الجوع عدو الأطفال الأول الذي يجب عليك التعامل معه بكل سرعة و إلا فيومك سيكون( منيل في ستين نيلة)!
أما الطامة الكبرى فكانت خلال رحلة العودة عندما أخذ يصيح و يولول طوال الوقت، و لم تفلح محاولتنا المستميتة في إسكاته و منعه من الصراخ الذي كاد أن يصم الآذان، فلم نجد بدا من أن نفك اسره و نطلق سراحه ليعود مجددا إلى حضن أمه في المقدمة، ليبدأ هوايته المفضلة في العبث بين الأغراض و الحاجيات المختلفة، و أنا أكاد أبكي حزنا و كمدا نظرا لأنني قمت قبل أيام بعملية تنظيف شامل للسيارة لإزالة آثار التدمير التي خلفتها المعارك السابقة من بقايا البسكويت و البطاطس و غيرها من الألغام الأرضية، و لكن كل ذلك يهون في مقابل الضحكات الطفوليةالبريئة التي كانت تنطلق من فم عامر بعد إطلاق سراحه!
في النهاية أترككم مع مقالة “ قل لي أين يجلس طفلك في السيارة أقل لك من أنت” نقلتها لكم من مجلة ولـــــدي.
(1113)