Close

موقف داخل خرم إبرة!

منذ أن انتقلنا إلى منزلنا الحالي و معاناة البحث عن موقف لسيارتي صار من تراث الماضي البعيد، فمازلت أذكر المأساة التي أمر بها إذا ما تأخرت في العودة إلى ما بعد   الساعة التاسعة مساء، عندها كان يتوجب علي أن أوقف السيارة على بعد مسافة كبيرة من البناية التي أقطنها، وقد ازداد الوضع مأسوية قبل انتقالنا بفترة قصيرة بعد أن تم إنشاء بناية جديدة وسط ساحة مواقف السيارات الأمامية،قد يكون الموضوع مقبولا قليلا في فترة الشتاء ولكن في فترة الصيف فذلك كان يمثل قمة العذاب بالنسبة لي!

ولكن كما يقولون :“من شاف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته” فمصيبتي كانت بالفعل هينة مقارنة مع مصيبة أحد الأصدقاء الذي جمعتني معه جلسة قبل عدة أيام، كادت الدموع أن تذرف من عيني و أنا أستمع لمعاناة صديقي اليومية في البحث عن (باركينج) لسيارته أسفل البناية التي يقطنها.

فصديقي هذا يسكن في منطقة تعد من أكثر مناطق العاصمة أبوظبي ازدحاما، وأكاد أجزم لو قيس مستوى الكثافة السكانية في تلك المنطقة ومقارنتها بأحياء شهيرة في مدن مزدحمة كبومباي الهندية وكراتشي الباكستانية ولاجوس النيجيرية لتفوق عليها بمراحل!

هذه المنطقة تسمى بمنطقة “النادي السياحي” ,و أصل هذه التسمية يرجع إلى نادي اجتماعي شهير يقع في تلك المنطقة كانت أبوابه مفتوحة حتى فترة قريبة قبل أن يصدر قرار بإزالته ليبنى محله مجموعة جديدة من الأبراج.

لو قدر لك زيارة هذه المنطقة -وهو أمر لا أنصح به أبدا!- لشاهدت أوضاعا عجيبة لوقوف السيارات لا أظن أنك ستراها في أي مكان آخر، فهناك سيارات تقف بالعرض و ومجموعة ثانية بالطول وثالثة بشكل حلزوني!

ستشاهد أرتال أخرى من السيارات واقفة في منتصف الطريق تشكل صفين متوازين وفي أحيان كثيرة 3 صفوف متوازية تجعل من خروج السيارات التي تقف بشكل نظامي مهمة شبه مستحيلة، أما أصحاب السيارات ذات الدفع الرباعي فأغلبهم استباحوا لأنفسهم إغلاق المداخل والمخارج والوقوف على الأرصفة ، باختصار لن تجد هناك (خرم) إبرة يصلح لإيقاف سيارتك!

أما إذا ما فكرت الذهاب إليها بواسطة سيارة أجرة فيكفي أن تنطق الحروف الأولى من اسم المنطقة لكي يولي السائق الأدبار حالفا بأغلظ الأيمان بأنه لن (يطب) هذه المنطقة حتى لو ضاعفت له الأجرة أضعافا مضاعفة !

دخول هذه المنطقة يتطلب مهارات استثنائية في القيادة حيث يجب أن تكون سائقا (حريفا) بمعنى الكلمة وصاحب مهارات فردية عالية تفوق مهارات “ميسي” في (الكوننترول ) والمناورة بدون كرة، وذلك لكي تتفادى كتل السيارات التي تحيط بك وتعترض طريقك حتى تنجح في تسجيل (الجوول) المتمثل في الحصول على موقف لسيارتك، وهو الأمر الذي يستنزف من صديقي ساعتين يوميا هذا إذا ما كان محظوظا و (أمه داعية له) على حد تعبيره!

بعد عودتي البارحة من العمل هممت بالعودة مجددا إلى العاصمة لقضاء مجموعة من المشاوير الضرورية ، إلا أن هناك صوتا هامسا كان يتردد في داخلي ويعلو صداه مع مرور الوقت مرددا لعبارة واحدة وهي : “زحمة يا ابن الناس ..وين بتوقف سيارتك” لأقرر في نهاية المطاف أن أجلس في البيت و أتفرج على التلفزيون وأتناول شطيرة حلوم!

صديقي تبرع بتزويدي بمجموعة من الصور التي تبين بشكل واضح عمق المأساة التي يعيشها!

أما الوضع ليلا فهو أكثر مأساوية!


وأظن شعور صديقي لا يقل فرحا عن صاحب السيارة في مقطع الفيديو التالي مع الاعتذار عن الخاتمة !

(6965)

42 thoughts on “موقف داخل خرم إبرة!

    1. أنا لا أتكلم عن زحمة الشوارع..ولكن عن أزمة المواقف في هذه المنطقة

      قبل ٣ أو ٤ سنوات وهي فترة قريبة نسبيا…لم يكن الوضع بمثل هذا السود يا عزيز البراء

  1. هل تسمى هذه زحمة اخى اسامة ؟
    ادعوك لزيارة القاهرة واوعدك ان مصر هى اللى هتكسب فى هذا التحدى 🙂

  2. مادري ليش حسيت بضحكة أول ما قرأت المقدمة..قلت الله يعينه أكيييد الريّال ساكن في شارع السلام اللي يرفع الضغط ، طلعت أهون بوااايد

    أصلا منطقة النادي السياحي معروووف عنها ..والله أعرف واحد من قرايبي باع سيارته وفضل انه يروح بالتاكسي كل يوم للدوام عسب يوفر المبلغ اللي بدفعه بشكل يومي حق المخالفات..!!

    وأذكر مرة أخوي كان عنده شغله في منطقة النادي تقريبا في البنايات اللي ورا مطاعم بيتزا وكنتاكي ..والله تقريبا لنا ساعة ونحن ندور موقف وأنا أقوله خلاااص مالك حل غير انك توقف في بوظبي مول وتاخذ تكسي ولا تروح مشي وفعلا سواها :/ .

    والغريب العجيب في هالمناطق هي السيارات المصففة بشكل صدق يخلي الواحد يتحمد ربه مليووون مرة عالنعمة اللي هو فيها ، عاد الله يعين لمن تحط سيارتك وتنزل في وحدة من هالمطاعم وترجع تشوف شخابيط سودة ع السيارة !!!

    كل شيء عندهم إيزي ..

    في خطة حلوة اتخذها أغلب المهندسين وهي انهم يبنون مواقف أرضية تحت كل بناية وأعتقد انه الحل الوحيد لهالمشكلة، خاصة ان بوظبي في الفترة الاخيرة استوت شوارعها مثل الشارقة زحمة وترفع الضغط وكل حد عنده ليسن ..

    الحمدلله على كل حـال ..صدق البيوت الشعبية و الفلل راحـة مابعدها راحة 🙂

    1. لو كان الحل في سيارات الأجرة…لاستخدمها جميع الناس على رأسهم أنا …المشكلة أن البحث عن سيارة أجرة هذه الأيام هي مصيبة أخرى قائمة بحد ذاتها

      1. سيارات الاجره سبب اخر في زيادة مشكلة المواقف خصوصا في النادي السياحي . فسواقي التكاسي من سكان هذه المنطقه لانخفاض ايجار الشقق فيها نسيبا و خصوصا البنايات القديمه التي يكثر فيها السكن المشترك .

        اقترح ان تجبر البلديه شركات التكاسي على توفير اماكن خاصه لإيقاف سيارات الاجره بعد انتهاء نوبة العمل بعيدا عن المناطق السكنيه كي لا يتثأر سكان المناطق بوقوف هذا العدد الكبير من سيارات الاجره

  3. يا لطييييييييييييييف ..!!

    طيب اذا واحد يبي يروح المستشفى بسرعه .. عنده حاله حرجة .. كيف يروح ..!!

    طيب لو انحرقت وحدة من البنايات اللي حولكم .. كيف بيوصل لكم الدفاع المدني والإسعاف ..!!

    وبصراحه .. الفديو معبر ..^^ 😀 ..

      1. لقد تكرر هذا الموقف عدة مرات و اخر هذi المواقف كان قبل شهر تقريبا حيث تعرضت إحدى البنايات لحريق كبير ادى لوفاة عدة اشخاص بسبب عدم تمكن سيارات الاطفاء من دخول المكان بسرعه .

        و تم ابعاد السيارات بواسطة سكان المنطقه الذي اطروا لحمل السيارات بأنفسهم !!! لسياعدوا سيارات الاطفاء على الدخول .

  4. يتساءل دائما اصدقاؤنا عن سبب عزلتنا الاجتماعية و رغبتنا الدائمة في الانسحاب باكرا من الاجتماعات العائلية التي يقيمونها و لا أحد يصدق أنه إذا تأخرنا عن الوصول إلى منزلنا بعد الساعة التاسعة فهذا يعني أننا قد نبيت في السيارة !!
    أحيانا لا يتطلب أحد المشاوير لقضاء حاجة معينة اكثر من ساعة و لكنك قد تحتاج إلى أكثر من ساعة في سبيل الوصول إلى باركينغ ..
    غير المشاكل المرافقة لرحلة البحث عن باركينغ و التي قد يصل فيها الدم للركب بين السائقين .
    الوضع أصبح مزعج جداً

  5. كأنها مصر مو بوظبي !! 🙂

    الله يعينكم ..

    الصورة السادسة مأساة

    ماعرف كيف إذا واحد بغا يطلع بيطلع !! ^_^

  6. شكرا اسامه على تسليط الضوء على هذه القضيه التى تزداد مأساويه يوم بعد يوم .

    مشكلة المواقف بدت تنتشر الى مناطق اخرى ايضا غير النادي السياحي بسبب الازدياد المطرد في سكان مدينة ابوظبي . اتمنى ان تجد الجهات المسؤله حل لهذا المشكله التي لها اثار سلبيه على سكان المناطق المتأثره

  7. والله موضوع فعلاً مضحك :))

    بس تعرف الحل المثالي لهذا الحل انه يكون فيه سيارات اللنقل الجماعي .. باصات يعني

    على ما أذكر آخر مرة كنت فيها في الامارات لم يكن مثل هذا الحل موجوداً بعد , أو عن طريق مترو أنفاق 😉

    لو حبابين استفيدوا من التجربة المصرية في اتوبيسات النقل الجماعي 😀

    تدوينة جميلة , تحياتي 🙂

  8. أخي العزيز

    والله ذكرتني بمواقف السيارات في بيتنا القديم
    حيث كان من المناطق القريبة من الحرم المكي وعلى هذا الأساس كنا في رمضان والحج نسوي خطة خروج وخطة دخول تتلخص في حجز الموقف بسيارة أخرى وطلب الاستعانة بالجيران وقبل ذلك كل توديع الأهل لأنه ممكن الغيبة تطول وما نرجع من مشوار نص ساعة إلا بعد 6 ساعات

    مكة تحتل المركز الأول عالميا في موضوع المواقف ومشكلاتها

  9. آه ثم آه
    أرى أن عدوى النادي السياحي تنتشر إنتشار الغرغرينا في الجسم
    و ما شارع النجدة عنها ببعيد

  10. ببداية الصور، كنت أعتقد لوهلة، انك قمت بتضخيم الموضوع ..

    ولكن، بعد رؤية الصور، وتحديداً الصورة رقم (7)
    والمتعلقة ببعض الصور الليلية

    فالوضع مستحيل تماماً ..

    تخيل نفسك كنت عالق بين 10 سيارات دفعة واحدة
    شلون ممكن تطلع منها اصلاً ….

    الحمد لله على نعمة ( الباركينج ) أخويه أسامة ..

    تحياتي

  11. النادي السياحي والخالديه من المناطق اللي مستحيل ادخلها الا في الحالات النادره
    اللي يكون في عونا .. صارت السيارات اكثر من البشر

    بس غريبه محد انتقدك على الدعاية عقب مقطع الفيديو

    الحمدلله ههههع

  12. هذي المشكلة كثير نلاقيها فكثير من البلدان بالاخص فدول الخليج بحكم توافر السيارات عندهم بكثره يعني مستحيل يكون بيت فيه اقل من موتر واحد ..
    والمعاناه الاكبر مع العزاب والعوايل الصغيره الي يسكنون فعماره , يتوجب على كل صاحب عماره انه يوفر باركنات لمستاجرينه..
    عندنا الوالد الله يحفظه ويطول بعمره من يشيد عماره لازم يحسب ألف حساب حق باركنات السيارات لان قليل مانحصل فمسقط مباني مفتوحه بلا باركنات .. بس عن جد المقطع ههه جميل

    وبالنسبه لاخوي ابراهيم القحطاني نفس السؤال يدور فبالي ؟؟ كيف السيارات واقفات وراء بعضها بعض ومتسكر المكان؟؟
    كيف يطلعون؟؟

  13. سبحان الله
    هل تعلم أخي أسامة اني افكر في الهجرة من بلدي “مصر” من أجل هذه المشكلة تحديدا؟!
    و هل تعلم أن مدينة ابو ظبي من أحب المدن الى قلبي و الى قلب زوجتي و كيثر ممن أعرفهم, و لم أتخيل مطلقا أن توجد هذه المشكلة في أبو ظبي نظرا لما هو معروف عنها من نظام شديد و حضاري و كل شىء له مكانه و محله و على رأس ذلك مواقف السيارات؟ كنت اقرأ اول سطور التدوينة و انا اقول في رأسي “ها, نعم! تعال لمصر و شاهد المعنى الحقيقي لهذا الموضوع” حتى رأيت الصور و لم اصدق ما راته عيني لأني لم ار مشهدا مماثلا اثناء زيارتي لأبوظبي منذ عامين!

    في مصر أساس المشكلة معروف, اضافة للكثافة السكانية فهناك جشع اصحاب البنايات الذين يقومون بتأجير جراجات الموجودة بالبناية كمستودعات أو مخازن بضائع أو اي نشاط آخر غير الهدف الأصلي المخصص لها و هو ايقاف سيارات قاطني البناية, مما يضطر الناس في النهاية لتكديس سياراتهم في الشارع, احيانا يصل الأمر لايقاف السيارات صف ثاني وثالث, بدون شد فرامل اليد أو وضع الجير على الباركينج حتى يتمكن اصحاب سيارات الصف الاول من تحريكها دفعا بايديهم للخروج بسياراتهم, و احيانا يترك فرامل اليد مشدودة ساهيا او متعمدا, و يفاجأ من يبغي الخروج من الصف الاول بسيارة صف ثاني تقفل عليه و صاحبها غير معروف ولا يمكن الاستدلال عليه او على مكانه, فينتهي الامر بان يشرع في تحطيم تلك السيارة نكاية في صاحبها قليل الذوق!

    بعض الناس لجأوا لحجز اماكن وقف السيارة بوضع قطع حجارة او اطارات سيارة او حتى براميل امام مساكنهم حتى يضمنوا ألا يوقف غيرهم سياراتهم في تلك الاماكن, و تظل متوفرة لهم في حضورهم و غيابهم! البعض وصل لدفع رشاوي في البلدية أو “رئاسة الحي” كما يطلق عليها حتى تغض الحكومة الطرف عن هذا الفعل الغير قانوني! المشاجرات و المشاحنات بين الناس على ايقاف السيارة و من وقف في مكان من و من قفل بسيارته على سيارة من لا تنتهي! السيارات كلها في مصر قديمها و حديثها مليئة بالخدوش و الصدمات و آثار الأحتكاكات من ضيق الاماكن و محاولة ايقاف السيارة او الخروج بها من خرم ابرة! احيانا ترى سيارات موديل السنة الجديدة و لم ينزع عنها التغليف الداخلي بعد و لم تسر اكثر من ايام قليلة و قد طالتها الخدوش بالفعل!

    أخي اسامة, ادعوك لزيارة مصر حتى تقول “من شاف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته” من قلبك!

  14. قرأت إحصائية لراجى عنايت فى كتابه (العالم سنة 2000) يقول فيها أنه لو استمر زيادة عدد السيارات بهذا المعدل، فسيضطر الناس فى جميع أنحاء الأرض مع مقدم عام 2007 إلى رفع بيوتهم جميعاً على أعمدة حتى يتسنى لهم إيجاد مواقف لسياراتهم ..
    انا من مصر، ومصيبة المصائب فى السيارات فى مصر هو عروض التقسيط المثيرة التى تنتشر فى الجرائد والمجلات وعلى الإنترنت لشراء سيارة الأحلام بالتقسيط.. فيزداد عدد السيارات عن الإمكانيات الفعلية للشعب، ويحلم كل مواطن باقتناء سيارة حتى يرتاح من عناء المواصلات وجبروت سائقى التاكسى، ولكنه ينسى الأزمة الجديدة التى تسبب بها بشراء سيارة، وللعلم أخو زوجتى يعمل فى مكتب محاماة تابع لبنوك قروض السيارات، ويختص بمتابعة المتعثرين حتى لا يتم رفع قضايا من البنك عليهم وأخذ السيارة بقوة القانون .. أى أن قرار شراء السيارة كان قرار انفعالى وليس على حكمة وتحسب لظروف المعيشة المتغيرة ..
    هذا كله كان من سببه اختفاء لون الأسفلت تحت أسقف السيارات، فلو تم إلغاء تقسيط السيارات لكان أفضل وأرحم، حتى لا يشترى السيارة إلا من يستطيع ولن يسبب زيادة غير معقولة فى عدد السيارات …
    بالنسبة للـ (باركينج) هناك أفكار إبداعية كثيرة تعالج هذا الأمر ومن ضمنها مع عرضت فى أول صورة فى المقال، وهناك الباركينج متعدد الطوابق، وهناك مناطق لا يتم السماح بدخول السيارات فيها محافظة على البيئة، وهناك الدراجات الثنائية المغطاة .. هناك الكثير والكثير ولكن لمن يرغب فى التغيير فحسب ..
    واسمع من أخينا محمد غنيم .. تعال فى زيارة لمصر وانظر الزحام ولكن للأسف مع سوء الأخلاق .. اللهم ارحمنا جميعاً ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *