يقول المثل العامي : “الي إيده في الماي غير عن الي إيده في النار”، فمن لم يذق طعم الحياة البحرية و يجرب حالة الانقطاع و العزلة التي تعد جزءا لا يتجزأ من طبيعية هذه المهنة، من الصعب عليه أن يحس بمدى المعاناة التي نعيشها أو أن يبدي أي مظهر من مظاهر الرأفة و التعاطف، فالموضوع بالنسبة له لا يتعدى كونه (سياحة) حول العالم و رواتب عالية و إجازات طويلة، فلم التذمر و الشكوى ؟
نعم.. ” الي إيده في الماي غير عن الي إيده في النار” فأنت يا من تجلس خلف المكتب الأنيق على الكرسي الوثير في غرفة فسيحة و مكيفة، تقلب صفحات الجرائد و المجلات…و عملك يقتصر على إرسال إيميلات هنا و هناك… و في كل يوم تغدو و تروح إلى بيتك..و تجلس مع زوجتك و عيالك… و تأكل معهم وجبات طعام شهية… و تنام قيلولة الظهر… و تتجول ليلا بسياراتك الفخمة على الكورنيش.. و تسهر على الجزيرة و العربية … و تستمع لإذاعات الإف إم…..و هاتفك النقال شغال 24 ساعة …متى متى طلبوك.. دقوا لك رنة!
كيف لك أن (تفهم) طبيعة عمل مهندسين منفيين على متن سفينة، يقضون جل أوقاتهم بين الشحوم و الزيوت وسط ضجيج المكائن و المحركات…و يتواجدن في بقعة جديدة من العالم كل يوم؟
مصيبة و الله عندما تكون مسؤولا مكلفا برعاية شؤون مجموعة من الموظفين لايتجاوز عددهم العشرين و بعد مرور 4 سنوات مازلت (تجهل) أبجديات الوظيفة التي تعينت فيها و تعتبر أنها مجرد (سياحة)و لكن لا ألومك حقيقة فلا أنت شخص مناسب و لا أنك وضعت في المكان المناسب بل ألوم من وضعك في هذا المكان….!!
فيا هذا.. تعال و جرب.. و أبحر على إحدى الناقلات لمدة أسبوعين فقط من الخليج إلى اليابان…على أن تتولى خلالها المسؤولية كاملة كما توليناها.. لا أن تكون مجرد نزهة بحرية…
تعال و التحق بصفتك مهندسا أو ملاحا.. لا (مديرا متدربا) أو مساعد مدير…و جرب أن تشد البراغي عندما تقطع الناقلة بحر العرب صيفا و هي تتمايل يمينا و يسارا بفعل رياح المونسون الموسمية… أو غير صماما عندما تدخل وسط إحدى عواصف التايفون الشتوية قرب اليابان… تعال و جرب أن يتصل بك أحد في منتصف الليل لحل مشكلة تقنية طارئة… تعال و جرب أن تتغدى على السلطة… و تتعشى على التونة و (الإندومي) …تعال و عايش بنفسك قبطانا أجنبيا رائحة الخمر الكريهة تفوح مع أنفاسه و هو يحاول بكل ما بوسعه أن يحفر لك الحفر… أو كبير مهندسين (عنصري) يحرمك من الترقية التي تستحقها ليعطيها معتوها آخر من بني جنسه….تعال و اختلط معهم في البار و شاركهم سواليفهم و ترهاتهم… ألست أنت من تقول دائما أن الأجانب ذوو كفاءة و إخلاص و المواطنين (دلوعين)؟…تعال إذن و أرنا شطارتك يا عبقري زمانك.. بدلا من (الثرثرة) الفاضية خلف مكتبك.. و صدقني ستكون تجربة العمر بالنسبة لك… أنصحك بعدها أن تعرضها في برنامج يوم في حياتي على قناة دبي الفضائية!
و كما قالوا قديما: ” لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها”
و تسألوني لماذا…؟؟
(1346)
أقدر ظروفك أخي أسامة وصدقني لا أستطيع أن ابقى في عمل كهذا..
كنت أعتقد أنك تقضي اليوم كله تتأمل في البحر وتأكل الوجبات الشهية ووتفرج على القنوات أو تدردش في الأنترنت 🙁
الظاهر أن العمل في أوراش البناء أفضل من هذا العمل !!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اولا أحييك اخي اسامه على الصبر والعناء الللذي عانيته من عملك هذا .
كان من المفترض ان تتخذ هذا القرار منذ فتره طويله اعتقد ان العمل في هذا المجال لمده عامين تعطيك الخبره الكافيه ستؤهلك لمجال ارحب ف سوق العمل بمناصب جديده.
ما زالت المؤسسات تضحك على نفسها بجلب الغرباء من اولاد العم سام وذلك بحجه الخبره متى سنتعلم ونرتقي وكل شيء بيد هؤلاء الغرباء.
اتمنى ان يكون تصورك للمستقبل اكثر اشراقا .
وشكرا
مشكلتين نعاني منها في بلادنا:
الأولى- تولية المسؤليات لمن هو ليس أهلا لها.
الثانية-عقدة الخبراءالأجانب ! الأجنبي هو الذكي وهو العبقري وهو المتحضر و هو المجتهد وهو من يستحق المكافئة دوما وهو صاحب الأمتيازات الا محدودة. ويكاد أن يكون معصوما أحيانا!!. أما المواطن … فحاله في كثير من الأحيان كحالك المأساوية.
آجرك الله في مصابك و عوضك الله خيرا من هذه الوظيفة…آمين
و الله المستعان !
كلامك صحيح أستاذ اسامة ، و لكن الحال من بعضه فنحن نتغرب عن الأهل و البلد من أجل لقمة العيش و من ثمّ تكون الرقبة بيد الكفيل …
أما موضوع الخبراء الأجانب فهذا صحيح ، و الموضوع ليس فقط أساس ابن البلد بالعكس فالأمر معمم على العرب بشكل عام ، فأنت عربي ، فإذا تأخذ راتب لا يتجاوز كذا و لا يحق لك الاعتراض من مبدأ ( عجبك عجبك ما عجبك ممكن نلاقي غيرك ) ، أما الشخص الأجنبي فهو الأساس و الرواتب تكون له حسب ما يريد مع أنه في بعض الأحيان تقوم أنت أو غيرك بتعليم هذا الخبير أموراً كان جاهلاً بها …
و بعد هذا نريد أن نتحرر و نتطور 🙁
هيهات هيهات …
صراحة… حسيت من كلماتك قهر شديد!!!… يا خوي والله العظيم إنك إنت الكسبان… ولام الله اللي يلومك…
يا أخي… سير على بركة الله وشوف نفسك ومستقبلك واللي راح راح وخذه درس وتناسى همومك واعتبرها زكاة حق عمرك… وأنا أحي فيك الصبر وبقول (صبر أسامة) بدل من صبر أيوب.
الله يوفقك دنيا وآخره ونفسي أعرف وضعك بعد سنة وإلا سنتين… أنا متفائل جداً بخصوص مستقبلك القريب والبعيد… وإن شاء الله نسمع عنك كل حاجة زينه.
يقولون التغيير يجدد الروح وينعشها 😉
شو كانت غايتك من هالوظيفة؟ أو بالأصح شو كانت أهدافك من العمل كمهندس على متن ناقلة بحرية؟
أكيد حققت ولو جزء صغير من هالأهداف، ولا؟
خلي هدفك الأول في كل شي تسويه مرضاة الله سبحانه وتعالى عشان اذا النتائج كانت غير مرضية ما تتحسر وتندم على قراراتك.
عندي تعليق بسيط على بعض تعليقات الاخوة .. مؤسساتنا بحاجة لخبرة الأيدي العاملة الأجنبية لادخال أفكار جديدة للعمل .. يعني تخيلوا مؤسسة غالبية موظفيها من خريجي جامعة الامارات وكلية التقنية .. الخبرة التي يمتلكها موظف أ لا تختلف كثيرا عن الخبرة التي تمتلكها موظفة ب .. آراء غالبية الموظفين ستكون متشابهه وضمن نفس النطاق .. في هذه الحالة يصعب على الشركة التطوير من نفسها .. انا ما اقول نعتمد اعتماد كلي على الأجنبي بس المفروض ما ننكر دوره في عملية التقدم .. مشروع كنت افكر فيه وكم اتمنى لو يتم تتطيقه في الامارات الا وهو تبادل الموظفين .. يعني شركة أو مؤسسة من مؤسساتنا تتعاقد مع شركة أخري أجنبية ولتكن شرق آسيوية .. نرسل عدد من موظفينا للعمل لمدة سنة تقريبا أو أقل في الشركة الآسيوية وفي المقابل تقوم الشركة بارسال عدد من موظفيها لدينا .. بهذه الطريقة نكون حصلنا على خبرة الأجنبي وفي نفس الوقت طورنا من خبرة المواطن ..
طبعا مجتمعنا بشكل عام ومؤسساتنا بشكل خاص تعاني من الكثير من المشاكل .. واجبنا كمواطنين همنا الأول خدمة بلدنا ان نبادر في حل هذه المشاكل وتقديم الحلول لها .. يجب الا نعتمد كليا على الحكومة في حل مشاكلنا لانها لن تقوم بذلك ..
على فكرة التطور عمره ما يتم بين يوم وليله .. عملية التغيير تحتاج الى عشرات السنين قبل ان تجني ثمارها .. بالايمان والعزيمة يمكن تحقيق المستحيل .. من كان يتوقع انه يمكن غزو الفضاء الخارجي !!
أخوي انت صبرت وايد عالظلم ,,,,,,,,,,
بس أكيد رب العالمين …….. ما رح يضيع تعبك ……….. و خل ايمانك بالله قوي ………. و الله يوفقك ……… و النسبة للبحر و تعبه ترى بعد نحن انعاني من هالمشكلة و انت أدرى بالباقي ( قصدي قوم دلما )
الله يعينك ويوفقك ..
خارج الموضوع..
(سمعنا انك من راس الخيمة ،، صح ولا؟ 😉
عبدالمنعم: .. الحمدلله أن الصورة أصبحت واضحة عندك!
aydim: بالفعل كان من المفترض أن أتخذ هذا القرار من زمان.. لكنني كنت مرتبط بعقد ينص على أن أخدم في الشركة مدة 4 سنوات هي مدة الدراسة.. و قد أنهيتها للتو دون أي بوادر للتغير تذكر..فكان الانسحاب هو الحل..
بوسنيدة: هاتين المشكلتين بالتحديد هما سبب تطفيش كثير من الموظفين الشباب و دفعهم لعمل في إمارات أخرى أو الاتجاه للعمل الحر..
linux juggler: أرى أن الخبير الأجنبي ليس سوى مقلب يأكله المسؤولون في بلادنا يوميا.. دون أن يتعلموا من أخطائهم السابقة!
م/كمال الغامدي: لا أخفي عليك أن ما كتبته لا يمثل سوى 10% من القهر الذي بداخلي.. الحمدلله على كل حال.. سو إن شاء الله ستسمعون مني أخبار جيدة قريبا
أنا أكملت 4 سنوات و 4 أشهر بدون تغيير يذكر ، علما بأن آخر سنة فقدت 3 تكليفات ، لجنتين أساسيتين بالإضافة إلى البرنامج التلفزيوني ، لا جديد في الساحة سوى تجرع الألم ، والله المستعان ، لكن أحاول أن أصبر بقدر ما استطيع ، ولا أشعر إلا أني أحرق نفسي.
أخي أسامة ، اعتقد أنك بحاجة أن تثبت أنك لست بحاجة لهم ليس بمجرد الحصول على وظيفة ، بل وظيفة في مؤسسة أجنبية تقدر الموظفين ، وتعتبر أن (المواطنة الصادقة) هي قيامك بأعباءك الوظيفية على أكفأ وجه.
الله يعينك
فعلا تولية الاجانب على المواطنين مشكله
و لكن ربما لديهم اعذار نظرا لقلة الخبراء و المتخصصين
فقله قليله من ابناء البلد من لديهم حب العمل و التضحيه فيه
بل انهم يرون انه روتين يجب تاديته و يفرحون باخر الشهر
و لكي لا نظلم الكل فان هناك شباب تخلوا عن كبريائهم و عملوا بايديهم
و ان كنا نرى مضايقة الرئيس الاجنبي لهم
أفهم شعورك يا أخي العزيز وقد كنت على وشك المرور بالمرحلة التي مررت بها ولكنني تداركت الموقف وغير تخصصي من هندسة الطيران الى الطيران بحد ذاته حتى يصبح كل شي بيدي ولكنني انكتشف ان الامر لا ولن يكون بيدي.. بس الحمدلله على كل حال.. ما زلت مستمرا على حياة المطاعم والبعد عن الاهل والأصحاب ولا أعلم الى متى سيستمر سياسة الأجنبي أفضل ولا أعلم متى سيأتي المواطن الذي سيكتشف الذرة حتى يقولوا ان المواطن هو الأفضل..
وفقك الله في مسعاك وممشاك يا أستاذي الفاضل..
لك مني عزيمة في مطعم زيت وزعتر ابعث لي ايميل بعنوانك 🙂
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لي بعد التحيه ,
لقد عرفت الاخ ابو عامر عن قرب وكان نعم الاخ والصديق والرفيق ومثالا يحتذى به في الاخلاق والعلم والدين ولعل هذا ما دفعني الى ان اكتب الان.
لقد فوجئت بأن اخي ابو عامر قد غادرنا ولكنني والحق يقال لا الومه على قراره فنحن لا زلنا بعيدين كل البعد عن احترام انفسنا والى ان تحين تلك الساعه اقصد ساعة العوده الى حالة الوعي الكامل وتذكرنا لمعنى ان نحترم انفسنا عندها فقط سوف افاجأ حين اسمع ان احد الاخوه قد تركنا في غياهب وظلمات البحر السياحيه من الدرجه الاولى.
اتفق مع اخي ابو عامر على انه ما بين المنسون والتيفون يفنى العمرو تنقضي السنون وتحصل الكثير من الاحداث والامور التي لا يدري عنها الا القليل من ابناء جلدتنا واولئك هم ممن( ابحروا ) وكلموا البحر والمحيط وسالوهم متى يهدأ هذا الطوفان ومتى نفيق من غفوتنا ونحترم انفسنا ومتى يستيقظ العاقلون, عندئذ عندما نفيق من سباتنا العميق سوف تتوقف الدموع عن الهروب من العيون وسوف لن يكلم احد منا البحر ولا المحيط ولن نسألهم عن المنسون والتيفون ولا حتى عن جورج وريتا وكاترين ولكننا لن ننسى فرعون و اعوانه الظالمون..
اخي العزيز لك كل الاحترام والتقدير والدعوات بألتوفيق.
اخوك ابو لؤي
Esperanza: أكذب عليك لو قلت لك كان عندي أهداف.. فالحقيقة أنه لم تكن لي أهداف واضحة إلى أن قمت بوضعها مؤخرا و لكن وجدت أن الظروف لا تساعد ابدا لتحقيق هذه الأهداف فكان الطلاق هو الحل..
و بالنسبة لدور الخبرة الأجنبية فلا أنكر أهميتها على شرط أن تكون (خبرة) بمعنى الكلمة لا أن يتم استقدام أشخاص لايعرفون كوعهم من بوعهم و جواز عبورهم لهذه الوظئف هو عيونهم الزرقاء و شعورهم الشقراء.. و هذا هو الحاصل للاسف في أغلب الحالات و على رأسها الخواجة أفندي الجاثم على صدورنا و الذي يثبت يوما بعد يوم انه صفقة (مضروبة) كتعاقدات بعض الأندية المحلية مع اللاعبين الأجانب..
أنا أقول دائما و أكرر.. أعطو الموطن فرصة أولا قبل أن تستقدموا الأجانب و من ثم احكموا..
ظبية: الله يمهل و لا يهمل.. و الحمدلله الله عوضني خير..
سعود: لا أنا من بوظبي طال عمرك.. و ما زرت راس الخيمة إلا مرتين!
مبارك: على الأقل أنت لك إنجازات في مكان عملك.. و لكن خلال الأربع سنوات التي أنا قضيتها وجدت نفسي خرجت بدون شيء باستثناء ما يسمونه (خبرة) ..
ربما مشكلتي أنني لم أحب عملي يوما ما و هذا كان سبب تعاستي الدائمة .. و لذلك دائما أقول لنفسي.. إذا أحببت عملي سوف أبدع فيه و هذا ما أتأمله في وظيفتي القادمة إن شاء الله..
اتزعنف: اسمك غريب ياخي:)
كما ذكرت في رد سابق على أحد الأخوان.. لست أعترض على تولية الأجانب و لكن بشرط أن يكونو أكفاء و ليسوا مجرد خبرات من ورق كالذي نراه و نعايشه في بعض المؤسسات!
ماجد: الحمدلله أنك تداركت الأمر قبل أن (تبتلش) مثلي.. و قمت بمراسلتك قبل يومين و مازلت بانتظار العزيمة:)
أبو لؤي: أشكرك على كلامك الطيب بحقي.. و أخوتك أعتز بها..