في كل يوم يمر علينا في هذه الحياة عشرات الوجوه و نصادف العديد من الأشخاص،الكثير منها يمر مرور الكرام دون أثر يذكر و القليل منها فقط من ينجح في ترك بصمة قوية لا تزول أبدا حتى مع مرور الأيام و السنين..
قد تعاشر فلانا من الناس سنوات عديدة فتتعود على وجوده في حياتك و لكن إن غاب عنك فلا تشعر أبدا بغيابه بل قد تنسى أنه كان موجودا أصلا، و بالمقابل قد لا تدوم عشرتك بفلان آخر سوى أشهر بل قد تكون مجرد أسابيع و يكتب الله لهذه العشرة أن تتوثق أكثر مع مرور الأيام، و تقوى علاقتك به حتى تصبح أكثر قوة و متانة من علاقتك مع فلان الأول الذي تعرفه منذ سنوات طويلة، فيكون وقع رحيله عن حياتك وقعا أليما و الخسائر تكون فادحة لا تعوض أبدا.
“أبو منية” هو أحد من أعنيهم في فقرتي الأخيرة، فبالرغم من أنني لم أعرفه سوى منذ أشهر قليلة عندما التحقت بوظيفتي الحالية، إلا أن تأثيره على حياتي كان كبيرا جدا، و ذلك بعد أن نجح بشكل غريب في أن يقتحم قلبي و قلوب جميع الأصدقاء ممن عاشرهم في بيئة العمل و خارجها، ” أبو منية” لم يكن بالنسبة لنا مجرد رئيسا للقسم نتلقى منه الأوامر و التوجيهات و نهز لها رؤوسنا و نقول: “سمعا و طاعة”، بل كانت علاقتنا أسمى من ذلك بكثير، كانت أشبه بعلاقة الأب بأبنائه و الشقيق الأكبر مع أشقائه الصغار، كنا نرجع إليه عندما نحتاج إلى من نشكي إليه همومنا و مشاكلنا، و دليلا متمكنا يعتمد عليه عندما نجد أنفسنا تائهين نبحث عن الطريق الصحيح ، و فوق كل ذلك قبطانا متمرسا يشق طريقه وسط الأمواج العاتية بكل مهارة و اقتدار.
من أجل ذلك كله كان من الصعب جدا أن يمر خبر رحيله عنا بهذه السهولة –على الأقل بالنسبة لي- فقد كان له الفضل بعد الله سبحانه و تعالى في إعادة الثقة بنفسي بعد أن اهتزت في فترة من الفترات، و هو من قام بنزع تلك النظارة السوداء التي كانت تحجب عن عيناي رؤية المستقبل المشرق، و هو من أثار بركان الطاقات في داخلي بعد أن كدت أن أؤمن في قرارة نفسي بأنه بركان خامد لا أمل في انفجاره.
مازلت عاجزا أن أتخيل أن يأتي يوم السبت فأمر على ذلك المكتب البسيط فأجده خاليا من ذلك الرجل الطيب ذو الجسد الضخم، صاحب الوجه الصبوح الذي تزينه تلك اللحية الكثة و الثفر الباسم، و سأفتقد بالتأكيد لنصائحه القيمة و توجيهاته الثمينة التي كانت دائما بالنسبة لي نبراسا منيرا.
لست بارعا في كتابة الخواطر و لا فنانا في نسج الفقرات الأدبية، و لكن هذا أقل ما يمكن أن أقوم به تجاه إنسان أدين له بالكثير مما أنا عليه الآن.
أسأل الله أن يفرج عنك كربتك و ييسر لك أمورك و أن يجمعنا دوما على خير و عسى أن يكون دربك خضر دوم يا بو منية.
(1783)
مع أني من المتابعين للموقع الخاص لصديقي أسامه , ومع أني من المحبين لمقالاته التي في أكثر الأحيان تكون قد لامست قدرا كبيرا من الواقع, مع هذا كله أجد نفسي مضطرا للمشاركه التي هي الأولى في هذا الموقع الجميل والبسيط….
أجد نفسي مضطرا للكتابه وللرد على هذا المقال الذي قلب في قلبي المواجع واظهر في جوارحي الحزن..
كيف لا أرد ومصيبة اخي وصديقي اسامه هي مصيبتي …
كيف لا وقد أحسسنا جميعا في هذا اليوم بالحزن الشديد والأسى على مغادرة أبو منيه , ذلك الرجل الذي زرع في قلوبنا الثقه , ذلك الرجل الذي كلما احسسنا بضيق وهم ذهبنا اليه , فلا نجد منه الا ما يسرنا .
والله يا أبو منيه أنا نحبك في الله ولعلك أحسست بذلك من خلال الدموع التي انهمرت اليوم من الجميع عند علمهم بخبر مغادرتك .
أسال الله ان يزيل همك ويفرج كربتك وأن يجزيك خيرا على ما قدمت …آمين
لقد أحزنني رحيل أبو منية مع أني لا اعرفه
و لكن وصفك له و كلامك عنه أثرا في نفسي
فأرجو أن يعينه الله على كل ما يواجهه
كلمات لا تخرج إلا من إنسان وفي وطاهر… عزاؤنا هو أنت ومن يمشي على دربك…
أبو منية كان يؤدي دور مع من هو تحت إدارته… دور الموجه القائد… وعندما ذهب لم يذهب إلا وقد تركت من يخلفه ويكمل المسيرة التي بدأها… فإمض على بركة الله يا أبو عامر… لتكون نبراساً لمن بعدك…
تحياتي للوفاء والطهارة؛؛؛
فرّج الله همه وحفظه في حله وترحاله .
جمع الله بينكم في الجنة
أعظم الله أجركم………
هم السابقون ونحن اللاحقون……..
المرء بطبعه سرعان ما يتعلم التشاؤم والطباع السيئة وقليلا ما يتمسك بالخير…..
فلتكونو إخواني مثالا يحتذى به الأخرون كما كان أبو منية رحمه الله ولا تنسوه في دعائكم……وأسكنه الله فسيح جناته وألهم اهله الصبر والسلوان……
توضيح بسيط: أبو منية فارقنا في العمل و لكنه مازال حيا يرزق.. أسأل الله أن يديم عليه العافية و يرزقه طول العمر
رحم الله أبو منية
والحقيقة أحببت هذا الشخص من كلماتك التي ذكرتهـا ، فقد كانت معبرة ونابعة من القلب بكل ماتعنيه الكلمة ، صادقه كل الصدق واضحة كل الوضوح
والناس هم شهداء الله في أرض
عسى الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته
عظم الله أجركم وإنا لله وإنا إليه راجعون
أعتذر مرة أخرى إذا كنت لم أقرأ البوست جيداً
واضح من السطر ألأخير أنه لم يتوفى بل رحل وابتعد عنكم
واتضح أكثر من ردك في البوست
إن كان ذلك فالحمدلله ، على الأقل يظل التواصل قائماً جمعكم على خيــر
وفرج عنه كربه
الله يسامحكم………. ذبحنا الريال وهو حي!!:(
مقالتك يا خي ياربي اريد اضحك وبنفس الوقت مندهشة!!….يعني اللي يقراها صدق اول شي بيترحم على الريال!!!
اعتذر والله انا بعد على هذا الإلتباس الفظيع!!!….وأرجو حذف الرد الغير مناسب اخوي أسامة……..
وكلماتكم هذي عليه إن دلت على شي فهي تدل على حبكم الكبير له…..آطال الله في عمره…….وجمعكم على خير من جديد في المكان الجديد (والله من قلبي ترا الدعوة)….
وأعتذر على الخطأ الغير مقصود…………
ما ألوم الأصحاب… لأن مفارقة الأحباب أشبه بعزاء …مظاهرها أنيين وبكاء… موقف يستدعى الأحزان… كأن بعد هذا الفراق … لا لقاء … فالأيام تجري بسرعة مجنونة… لا تنتظر البقاء … عبرت عنها أخي أسامة بكل ذلك الأجواء
… رجل أجاد دور القائد بجدارة … لا يتكرر … في المستقبل القريب … رجل ألهمته الحياة …هذا يذكرني بنابليون … حين سَئل : كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟ … أجاب … من قال لا أستطيع قلت له حاول… من قال لا أعرف قلت له تعلم … من قال مستحيل قلت له جرب … تحياتي
أشكر جميع الأخوان و الأخوات الذين تكرموا بالتعقيب و المشاركة.. و الرجل و لله الحمد حي يرزق.. لكن الظاهر أنه أسيء فهم بعض العبارات الواردة في المقال!!