آسيا في خطر…

مع سماع أخبار الزلزال المدمر الذي اجتاح دول جنوب شرق آسيا و مشاهدة صور الدمار الذي خلفته الأمواج العاتية التي امتدت حتى وصلت إلى اليمن و الصومال، لا يملك الواحد منا إلا أن يحمد ربه و يشكره على نعمة الأمن و الأمان، فحتى لحظة كتابة هذه السطور وصل عدد ضحايا هذه الكارثة الإنسانية إلى ثمانين آلف شخص بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى و المفقودين، و حسب المصادر الرسمية فمن المحتمل أن يصل العدد إلى مائة ألف لكنني أتوقع أن يصل إلى أكثر من ذلك في ظل ضعف الإمكانات التي تمتلكها الدول المنكوبة.
ولمن تساءل عن مدى تأثير الزلزال على حركة النقل البحري فمعلوماتي مقصورة على الناقلات البحرية التابعة للشركة التي أعمل فيها و التي لم تتأثر كثيرا بالأمواج العاتية التي خلفها الزلازل و يرجع ذلك لخط السير البعيد نسبيا عن السواحل المنكوبة كما أن ضخامة حجمها كافي للتقليل من تأثير الأمواج العاتية، فكم من المرات التي واجهنا فيها أعاصير و عواصف موسمية يصل ارتفاع الموج فيها إلى أكثر من 12 متر، أيضا من المعروف أن أمواج “تسونامي” العملاقة تتكون في أعماق البحر لكنها تأثيرها لا يظهر إلا عند اقترابها من السواحل بعد أن تصل سرعاتها إلى 750 كيلومتر في الساعة و ارتفاع يصل إلى 40 متر.

كلمة “تسونامي” هي في الأصل كلمة يابانية تتكون من مقطعين، “تسو” و تعني الميناء و “نامي” و معناها أمواج أي أن كلمة “تسونامي” تعني: أمواج الموانئ، و لمن أراد أن يستزيد حول أمواج تسونامي و كيفية تكونها فعليه بهذا المقال.

الصور التي تتناقلها القنوات الإخبارية و مواقع الإنترنت تكفي لبث الخوف و الهلع في النفوس، فبعض الشواطئ السياحية الشهيرة محيت من الوجود و لم يعد لها أثر، و أكوام الجثث صارت تدفن في مقابر جماعية لمنع انتشار الأوبئة و الأمراض من جراء تحللها، كل ذلك شاهد على قدرة الله و يثبت للإنسان أنه مهما بلغت قدرته و قوته فلن تتفوق على عظمة و جبروت الخالق سبحانه و تعالى، فكما ذكر الدكتور زغلول النجار ضمن تعليقه على هذه الأحداث: “أن الغرب لا يؤمن إلا بالماديات، وأن الآيات الكونية لها رسائل مهمة في زمننا هذا؛ فهي خطاب لأهل عصرنا هذا باللغة التي يفهمونها، وهي لغة العلم والماديات، والتي يعجز أي خطاب آخر عن توصيله”

(1411)