هذا هو اليوم الأخير لي في الحجر بعد ما يقارب الأسبوع قضيته حبيسا بين جدارن غرفتي الأربعة، حيث يفرض نظام العمل أن أبقى مدة ٧ أيام في الحجر على أن أقوم بعمل فحص كوفيد ١٩ في اليوم السادس ويمكنني بعدها الخروج للعمل في اليوم التالي في حال كانت النتيجة سلبية، قد تبدو الأمور مبهمة لديكم بعض الشيء لكن هذه هي إحدى المتغيرات الجديدة و التي أشرت إليها في تدوينتي الأخيرة.
مع أنني تجهزت جيدا لهذه الفترة وهذا التغيير الجديد إلا أنني لم أتوقع أنني سأصاب بالملل والضيق بعد مرور يومين فقط، كنت أعتقد أن مجموعة الكتب التي جلبتها معي وأجهزة اللاب توب والأيباد والموبايل ووجود تغطية ممتازة لشبكة الانترنت وحساباتي على السوشال ميديا كفيلة بتعويضي عن حريتي المسلوبة والتي وإن كانت مسلوبة بشكل مؤقت لكنها بلا شك غير مريحة، وبالرغم من أنها تجربة ليست بجديدة علي فقد سبق لي أن تعايشت مع تجربة أقسى منها بكثير عندما كنت أعمل على ظهر الناقلات البحرية في بداية حياتي الوظيفية قبل ٢٠ سنة تقريبا، وثقت هذه التجربة في المدونة ضمن تصنيف (من أوراق بحار سابق) (يمكنك أن تتعرف عليها في حال كانت هذه هي زيارتك الأولى للمدونة)
ولعلها عقوبة فلطالما كنت أجاهر في من حولي بقدرتي على البقاء في المنزل بل في غرفة واحدة لأيام أو أسابيع إن تطلب الأمر إذا ما تم توفير جهاز لاب توب وشبكة انترنت و مجموعة كتب ومكينة ايسبريسو، تقريبا أمتلك كل ما ذكرت ما عدا مكينة الايسبريسو، لكن علي أن أعترف أنني غير قادر على التأقلم مع حقيقة أنني مسلوب الحرية، فشتان ما بين أن تكون الخلوة اختيارية بكامل رضاك وأن تنهيها متى ما شئت وما بين أن تكون مفروضة عليك فرضا وبخيارات محدودة، حتى علبة (البرينقلز) كانت الضحية الكبرى لهذا الملل فلم يدم محتواها سوى يومين وأنا الذي كنت أمني نفسي بأنها ستكون رفيقة دربي هي وأصابع شوكلاته التويكس في مشوار السبعة أيام!
حسنا كفاني سلبية فهذه الخلوة الإجبارية صاحبتها بعض الإنجازات والأشياء الإيجابية وهو ما ساهم بشكل كبير في التخفيف من وطأة هذا الحجر، دعوني أستعرض لكم عددا منها :
-
استعدت جزءا من علاقتي المتدهورة مع القراءة والكتب حيث وصلت إلى منتصف كتاب ” دليل العظمة” لروبين شارما .. بالمناسبة اقتنيت هذا الكتاب قبل أكثر من ١٠ سنوات!
-
انتهيت من مشاهدة درس كامل عن معالجة صور البورتريه، صحيح أنني لم أستفد منه كثيرا كون أغلب المعلومات مكررة، لكن الشي الجيد أنني نجحت في أن أجبر نفسي على مشاهدة أجزاء الدرس للنهاية!
-
صاحب مشاهدة هذا الدرس تعديل بعض الصور العائلية بعد انقطاع من استخدام برنامج الفوتوشوب
-
شاهدت ٤ أفلام بعضها على بعض فناة MBC2 وبعض منها على شبكة نيتفليكس التي اضطررت إلى إعادة اشتراكي فيها استجابة لهذه المتغيرات!
-
وبلا شك كتابة هذه التدوينة هي واحدة من الإيجابيات لهذه الخلوة ضمن مسيرتي لاستعادة رشاقة القلم المفقودة.
أختم هذه التدوينة بمجموعة من الصور لكي تتعايشوا مع هذه التجربة بأنفسكم..
دمتم بخير…
(177)
حمد الله على سلامتك، يظهر أنك كُنت مصاب بكورونا لكن بدون أعراض
بمناسبة تجربتك مع السفر البحري، حبذا لو تكلمت عن انغلاق قناة السويس، وهل مررت بها خلال أسفارك بالبحر؟
لا الحمدلله ما انصبت بكرونا ولكن هذه هي اجراءات احترازية في العمل..
وبالنسبة لقناة السويس مع اني لم أحظى بتجربة العبور فيها لكن أعجبتني فكرة كتابة موضوع يتطرق للمشكلة مع شوية ذكريات بحرية جميلة.. شكرا لك يا أبو إياس
بو عامر .. تغير شغلك للحقول ؟؟ ولا هذي زيارة دورية وخلاص ؟!
حاليا مؤقت بس ممكن يصير دائم
حمداً لله على سلامتك أبو عامر
جميل مثل هذا التدوين للتجارب الشخصية
تؤرخ للذكرى في قادم الأيام
الله يسلمك يا بولجين..يظل التدوين الشخصي هو الأقرب إلى قلبي لكن يصرفني عنها المشاغل..
سعدت بمرورك الجميل
اعتبرها خلوه فكرية، كتاباتك جميلة حفظك الله ورعاك اخي العزيز
هي كذلك بلاشك يا كوثر …
شكرا على مرورك