PLEASE و الإنجليز.

من النوادر الشهيرة التي تروى عن الشعب الإنجليزي عن مدى الانضباط و النظام الذي يتصف به، أنه إذا ما وقف أحد الأشخاص على رصيف الشارع سرعان ما ينتظم خلفه العشرات من المارة ظنا منهم أنه يقف وسط طابور! فالنظام بالنسبة للمواطن الإنجليزي شيء مقدس لا يجوز المساس به و لا التعدي عليه، و الوقوف في الطابور جزء من هذا النظام الصارم الذي يطبق على الجميع، الصغير قبل الكبير و في جميع الأمكنة سواء في بنك باركليز الشهير أو حتى في فرع لسلسلة مطاعم ماكدونلز!

أذكر أنني قبل سنوات و عند بداية قدومي إلى هذا البلد لم أكن ألتفت لهذه النقطة، فكنت ما أن أجد فسحة وسط الزحام حتى أندس فيها دون أن ألقي بالا إلى النظرات الحادة و المستنكرة التي أتلقاها من بقية الوقوف إلى أن نبهني أحد الأخوة و شرح لي قواعد اللعبة و خلصني من النزعة الفوضوية التي جلبتها معي، فحمدت الله أنني تداركت الموضوع قبل أن تصلني لكمة أو لطمة من أحد الجحافل المنتظمين في الطابور!
و الأمر الآخر الذي يشتهر به الإنجليز عشقهم لاستخدام كلمة Please فهم يعتبرون أنه من العيب بل و قلة الأدب أن تطلب شيئا ما أو مساعدة من أحد دون أن تنهي جملتك بهذه الكلمة، فـ Please تعتبر المفتاح السحري لفتح جميع الأبواب و تذييل جميع العقبات، و لكي تعلموا مدى حرص الإنجليز على الطلب بأدب و احترام، يوجد عندنا مدرس اشتهر بتحفظه الشديد لدرجة أنه يرفض رفضا قاطعا أن يجيب السائل على سؤاله ما لم يطرح سؤاله بلغة إنجليزية سليمة، بل قد لا يتردد في توبيخه أمام الناس و العالم إذا ما نسي أن يختم سؤاله بكلمة Please … !

فإذا ما سافرت إلى و اضطررت إلى سؤال أحد المارة الإنجليز عن شيء ما و قوبل سؤالك بالتطنيش فكن على يقين أنك ارتكبت خطأ ما…فإما أنك تقف خارج الصف.. أو أنك نسيت الـ Please!

تنويه: هذا المقال تم إعادة طرحه بسبب انتقال الموقع إلى سيرفر آخر، أعتذر للأخوين علي و عذبي اللذين قاما بالتعليق على الموضوع و لم تظهر في صندوق التعليقات و ذلك بسبب عدم احتفاظي بنسخة من ملفات اليومين الأخيرين.

(1052)