كنوع من التغيير حضرت مساء أمس برفقة مجموعة من الأصدقاء مبارة بين منتخبي الإمارات الأولومبي و نظيره البحريني ضمن التصفيات المؤهلة لأومبياد أثينا التي سوف تقام في اليونان العام المقبل، و انتهت المبارة بفوز عريض للمنتخب الإماراتي قوامه ثلاثة أهداف مقابل لاشيء في مبارة جميلة حفلت في مجملها بالإثارة و الندية، و لم يفسد علي استمتاعي بالمبارة إلا قلة من الجماهير الفوضوية التي جعلت همها الأكبر إطلاق النكت (السمجة) و الاستهزاء بلاعبي المنتخب البحريني، و غاظني بشكل خاص أحد أولئك التافهين الذي أخذ يتندر على أحد اللاعبين عندما كان يقوم بعملية الإحماء تمهيدا لدخوله أرض الملعب بدلا من زميله المصاب، فكان يصيح بشكل عجيب يطلق النكتة تلو الأخرى تارة حول قصة شعره و تارة أخرى عن لون حذائه و هو يظن نفسه ظريفا و(خفيف الدم) بإستطاعته إضحاك من حوله، وددت في تلك اللحظة لو كان بيدي شيء ما كي أقذف به ذلك المشجع الفوضوي ليريحنا بسكوته، فتصرفات صبيانية مثل هذه تسيء إلينا كجماهير قبل أن تسيء لنفسه، إلا أنني فضلت اتباع الطريقة الأكثر أمانا فانتهزت استراحة بين الشوطين و قمت بتغيير مكاني أنا و من معي و شددنا الرحال إلى المكان المخصص للجماهير البحرينية على يسار المقصورة لأستمتع بما تبقى من أحداث المباراة، و للأسف ملاعبنا تمتلء بمثل هذه النوعية الفوضوية من الجماهير و التي يغلب عليها التعصب و الولاء لفريقها المفضل ليطغى على أية مبادئ و أخلاق ، فقد تنامى إلى سمعي أن مجموعة من المشجعين منعوا من دخول الملعب بسبب الأحدث التي حصلت في لقاء منتخبي اليابان و لبنان الذي سبق ذلك اللقاء عندما قاموا بالتندر على لاعبي المنتخب اللبناني و نعتهم بأقبح الألقاب و الأوصاف.
و ياليت لو أن تلك الحمية و الانتماء و الولاء تسخر في خدمة الإسلام و المسلمين.. فتجد كثير من أولئك (الكرويين) لا يحرك ساكنا و لا يرف له جفن و هو يشاهد يوميا مناظر القتل و التدمير التي تطال إخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض إلا أنه يولول و يزمجر و ينطنط و يقفز إذا ما سجل الخصم هدف في مرمى فريقه.. و صح النوم يا عرب!
(1027)