يحتاج أي بحار إلى بعض الوقت لكي يستوعب حقيقة أنه محبوس على ظهر السفينة محاطا باللون الأزرق من كل جانب و اتجاه، لكن في حالتي أعتقد أنني محتاج إلى (مزيد) من الوقت لأعتاد من جديد على الحياة البحرية و كآبتها و ما يرافقها من روتين يبعث على الملل، فلولا الاهتزازات الخفيفة الناتجة عن ارتطام الأمواج بجسم السفينة لتخيلت نفسي مستلقيا على سريري الوثير في غرفتي الفسيحة أفتح أكياس (الشيبس) و أشرب خلطة العصير الطازج المفضلة ..مانجو… فروالة… أناناس ..و التي لا يتقن ضبطها سوى كافتيريا (محارة البحر)….أقلب باستخدام (الريموت كونترول) قنوات التلفاز المختلفة باحثا عن برنامج مفيد أو (ماتش) كروي دسم من مباريات الدوري المثير…. قبل أن يأتي إلي عامر ليطالبني بنصيبه من الشيبس و العصير … أقصد قبل أن ترن ساعة التنبيه المزعجة لتفسد علي هذه الأحلام (اليابسية) الجميلة و هي تعلن عن بدء يوم آخر كئيب في غرفة المحركات….. لأنهض متثاقلا أبحث عن ملابس الدوام لأكتشف أنني نسيت أن أقوم بغسلها في الليلة السابقة!
و مع ذلك البداية تبدو مشجعة بعض الشيء في ظل تواجد بعض الوجوه المألوفة…. فثلاثة من البحارة سبق أن عملت معهم في رحلات سابقة… و الكهربائي النرويجي العجوز المصاب بكل أنواع العلل و الأمراض المزمنة و الذي سبق أن حدثتكم عنه فوجئت به أمامي ما أن وطات أقدامي أرض السفينة….. أما التمثيل العربي هذه المرة فهو متمثل في صديقي المهندس ناصر أحد زملاء الدراسة القدامى و الذي سيرافقني طوال مدة الرحلة و نحن نترقب سوية نتائج الإمتحان المصيري الأخير الذي قمنا بأدائه معا….و نسلي أنفسنا بمناقشة أسعار الأسهم و خبار البورصة!
و عند التطرق إلى المعدة و احتياجاتها… فمن الغريب أن مستوى الوجبات الغذائية على ظهر هذه السفينة جيد جدا بل ممتاز مقارنة مع ما كان يقدم على متن السفينة السابقة التي كانت (كارثية) بكل المقاييس…. و يبدو أن خططي بإجراء حمية غذائية صارمة للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة التي اكتسبتها خلال إجازتي الطويلة -بالتحديد في الأسابيع الثلاثة الأخيرة منها !- على وشك أن تتلاشى مع أطباق التندوري و المعكرونة و (الجولاش) و اللازانيا التي نجحت في استيفاء احتياجات المعدة…. و زيادة!
أجمل ما في هذه الرحلة أننا سنتواجد بعد شهر من الآن في الحوض الجاف لإجراء أعمال الصيانة الدورية….. و من حسن حظي أن ذلك سوف يكون في الحوض الجاف بدبي … و هذا يعني 3 إلى 4 أسابيع من التواصل و الإتصال مع العالم الخارجي…. و عودة يومية إلى العاصمة الغالية… أو تجوال ليلي في أرجاء دار الحي في أسوأ الأحوال يعد انتهاء الدوام!
صحيح أن العمل خلال تلك الفترة سوف يكون مرهقا جدا و يحتاج إلى تركيز كبير لكن كل ذلك يهون في مقابل الخبرة العملية المكتسبة…. ومؤشر الإرسال الهاتفي المتواصل طوال هذه المدة!
(1194)
الله يوفقك يا أسامة ، تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله
بالتوفيق اخوي اسامه 🙂
نتمنى توفيق و النجاح في مغمرة جديدة
أتمنى لك رحلة ممتعة ، وعودة سريعة 🙂
good luck….
my brother Osama
تفائلوا بالخير تجدوه
وفقكم الله يا أسامة…
You always have an interesting style of expressing yourself..
All the best & may your long journy be fruitful & safe.. =)
الله يحفظك وترجع لاهلك واحبابك بالسلامة ان شاء الله
كان لدي تساؤل..
ماهو طبيعة عملك؟؟
هل تستطيع التواصل عن طريق الإنترنت وأنت بالبحر؟؟
وتروح وترجع بالسلامة………