تظن كثير من النسوة و الفتيات أن الحجاب ليس سوى مجرد خلقة من قماش تلف على الرأس لتغطي الشعر لحجبه عن أعين الرجال، و هي بذلك ترى أنها التزمت بالحجاب الشرعي الكامل و برأت ذمتها أمام الله، فتجد منهن من لا يظهر من شعرها شيء أبدا إلا أنك تفاجأ بأنها ترتدي البنطال الضيق جدا الذي يحدد معالم الجسم بدقة متناهية و ثانية ترتدي تنورة قصيرة و ثالثة وجهها ملطخ بالأصباغ المختلفة تفوق الكمية التي تضعها تلك المتبرجة بل إنها في كثير من الأحيان تتفوق على قريناتها المتبرجات في التبرج و السفور و لا يميزها عنهن إلا قطعة القماش التي تلفها حول رأسها -و التي عادة ما تكون بدورها ملونة و ملفتة للأنظار- حتى تكاد تجزم أن هذا الحجاب (المتبرج) ليس سوى مظهر آخر من مظاهر الزينة، و لست هنا بصدد سرد الآيات و الأحاديث الواردة بشأن الحجاب فالحجاب فريضة على جميع النساء و المفروض أن تكون كل امرأة مسلمة على دراية كاملة بالشروط و الأحكام الشرعية الخاصة بالحجاب.
قد يكون هناك اختلاف بين العلماء في مسألة كشف الوجه و الكفين -و إن كنت أرى أن تغطية الوجه و الكفين أولى في هذا الزمن-لكن ما نشاهده من توسعات خطيرة بحجة جواز كشف الوجه و الكفين يدق ناقوس الخطر ..فيا ليت الأمر اقتصر على كشف الوجه و الكفين لقلنا الحمدلله، لكنه امتد ليكشف عن أجزاء واسعة من جسد المرأة سترها واجب ليصير ذلك الحجاب حجابا مهلها ليس له من الدين إلا اسمه، و تركه أولى مادام سيكون على هذه الصورة المشوهة البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام، فالحجاب الأمثل هو الذي يكتمل فيه ثلاث لاءات “لا يصف و لا يشف و لا ينحصر فليس بالقصير و ليس بالضيق و ليس بالشفاف”، أما ما سوى ذلك فهل ليس سوى حجاب (نص كم) و الإسلام منه بريء براءة الذئب من دم يوسف!
أشكركم
أشكر كل من الأخوة خالد من نيوزيلندا و عبدالله الخوار من جامعة الإمارات و هشام زبيدة و الدكتور يوسف و جميع من قام بمراسلتي في الأيام الماضية و شكر خاص للأخ و الأستاذ الفاضل عبدالحكيم الزبيدي صاحب موقع “باكثير” المتعلق بسيرة و إنجازات الأديب و الشاعر علي أحمد باكثير رائد الأدب الإسلامي في العصر الحديث و هو موقع مميز أدعو الجميع لزيارته و الاستفادة من المعلومات القيمة التي بذل فيها صاحب الموقع جهدا كبيرا في جمعها و من ثم إخراجها بهذا الشكل المميز.
(1176)