“إمارات كول” …”شوووت”….و أخيرا “كاش كلوب”…و غيرها من الشركات التي ظهرت مؤخرا في البلاد ما هي إلا ترويج صريح لآفة القمار، و من ذلك ما نراه من ترويج كوبونات لا يتعدى قيمة كل منها عشرة دراهم للدخول في سحب يحصل الفائزون فيه على مبالغ طائلة قد تصل إلى مليون درهم، و قبلها شركات (….الكول) و (الألو…) التي استغلت التطور الهائل في تقنيات الإتصال الهاتفي في الدعاية لإجراء اتصالات مشبوهة و إرسال (مسجات) تصل تكلفة المسج الواحد إلى أكثر من عشرة دراهم في كثير من الأحيان و ذلك للإشتراك في مزاد (هاتفي) على سلع وهمية يسيل لها اللعاب كسيارة “مرسيدس” كوبيه حديثة الطراز ،و طبعا كلما زاد عدد (المسجات) المرسلة زادت الفرصة للربح!
ما الفرق بين ما ذكرته أعلاه و بين شراء قسيمة بقيمة جنيه استرليني واحد للا شتراك في”الناشيونال لوتري” الذي يجرى أسبوعيا في المملكة المتحدة ؟! لا يوجد فرق سوى أن تلك الشركات استبدلت مسمى (اللوتري) أو القمار بمسميات أخرى أجنبية رنانة لإضفاء الشرعية على نشاطاتها و الضحك على ذقون المغفلين من الناس ممن ينساقون وراء أوهام الثراء السريع، على الأقل المشارك في (الناشيونال لوتري) يتوجب عليه أن يبذل مجهودا (عقليا) بسيطا في محاولة لاستنتاج الأرقام التي قد تربح أما ما تقوم به الشركات المذكورة ما هو إلا تدليس و خداع و استهتار بكل القيم الإسلامية التي تنهى عن هذه الآفة الخطيرة التي تعد كبيرة من الكبائر.
و كعادة أغلب الشركات التي تنهج مناهج غير سوية و تتبع أساليب ملتوية في ترويج أكاذيبها بين الناس، لابد أن يكون للمرأة و الجنس و الأغراء مكان بارز حتى تكتمل فصول هذه المسرحية القذرة، فما تقوم به تلك الشركات باختصار هو توظيف مجموعة من الفتيات الشقراوات من كافة الجنسيات ممن يتمتعن بالمظهر الحسن و القوام الرشيق و نشرهن في الأماكن التي يتسكع فيها الشباب -الفئة الأكثر استهدافا- كالأسواق و المراكز التجارية و المقاهي لتضمن بذلك ترويج أكبر عدد من الكوبونات و قسائم الربح الوهمية.
أذكر قبل ثلاث سنوات تقريبا عندما ظهرت آفة (إمارات كول) كثر المنتقدون لهذه الشركة لما تروجه من مفاسد بين الشباب -و مازالت- ليقيم مديرها العام مؤتمرا صحفيا يندد فيه و يشجب و يستنكر بكل غطرسة و صفاقة الهجوم الحاصل و أخذ يتوعد كل من سولت له نفسه الطعن في خدمات الشركة من كتاب و صحفيين بالويل و الثبور بل تمادى كثيرا و تلفظ بألفاظ فيها تجاوز صريح للخطوط الحمراء، علما بأن ذلك المدير هو نفسه مؤسس تلك الشركة بعد أن قام باستجلاب فكرتها الخبيثة من الولايات المتحدة التي أكمل بها دراسته الجامعية.
و سبحان الله دارت الأيام و فوجئت و أنا أقلب صفحات الجريدة ذات يوم بصورة ذلك المدير (المتغطرس) ضمن إعلان تحذيري نشرته تلك الشركة التي كان يدافع عنها باستماتة تعلن عن قطع علاقتها به و أنه لا يمثلها بأي صفة و بذلك فإن الشركة تعتبر غير مسؤولة عن أي أية تعاملات رسمية تجرى باسممه كما جاوره على نفس الصفحة إعلانان آخران لاثنين من معاونينه و المثير أن أحدهما كان زميلا لي من زملاء الدراسة!
قال تعالى في كتابه الكريم ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة))، أو ليس الجزاء من جنس العمل ؟ هذا كان جزاؤه في الدنيا فماذا يا ترى سيكون جزاؤه في الآخرة و جزاء غيره من مروجي القمار و الفاحشة؟
(1025)