ومضى اليوم الثالث أيضا على خير ولم يتبقى سوى مرة واحدة أخيرة لارتداء البدلة قبل أن أخلعها استعدادا للعودة إلى أرض الوطن.
وبمناسبة الحديث عن البدلة فقد عانيت أشدما معاناة في اليوم الأول مع ربطة العنق التي نسيت كيفية ربطها، فآخر عهدي بارتداء البدلات الرسمية كان فترة دراستي في الكلية قبل سنوات، كانت خلالها ربطة العنق تربط فقط عند شرائها وتبقى (ستاند باي) جاهزة ومربوطة طوال الفصل الدراسي ولا يتطلب سوى وضعها كل صباح على العنق ومن ثم شدها!
أذكر أن أحد الزملاء (اشترى دماغه) فكان لا يشتري ربطة عنق إلا من النوع الجاهز المزود (بكليب) معدني مما يجعل ارتدائها أمرا سهلا يسيرا!
مشكلة اللغة مازالت مستمرة وكما ذكر الأخوة والأخوات ممن شاركوا في التدوينة الأخيرة، اعتزاز الفرنسيين بلغتهم شديد بل مبالغ فيه في كثير من الأحيان، الخبر الجيد لهذا اليوم أنني عرفت الإجابة على موضوع الدراجات الهوائية ولكن يا فرحة ما تمت،فلن يتسنى لي خوض هذه التجربة كما كان مأمولا فاستئجار الدراجة يتطلب استخدام البطاقات الائتمانية والأجهزة لا تقبل البطاقات الأجنبية… يعني عنصرية فرنسية حتى في هذه!
هذا ما أخبرتني به موظفة في مكتب معلومات السياح ضمن إجابة سريعة ومقتضبة ومن (طرف خشمها) أحسست معها و كأنني ارتكبت جريمة يعاقب عليها القانون بالحديث معها باللغة الانجليزية، وعوضا عن ركوب الدراجة قمت بركوب حافلة سياحية جبت على متنها أرجاء المدينة ضمن جولة متعة وجميلة.
من المواقف المؤثرة التي شاهدتها منظر لزوجين ضريرين يتجولان بصحبة طفلهما الرضيع، كان كل منهما يمسك بيد الآخر وباليد الأخرى يحملان عصاتان من تلك المخصصة لفاقدي البصر يلتمسان بهما طريقهما وسط الزحام، أخذت أتابعهما بنظري طوال الوقت مستغربا كيف أنهما لا يضلان طريقهما، بل زاد استغرابي أكثر و أنا أشاهدهما يقطعان شارع رئيسي مزدحم بالسيارات دون أدنى خوف.
عندها حمدت ربي على نعمة البصر هذه النعمة التي لا تقدر بثمن.
أخيرا مجموعة سريعة من الصور المرسيلية..
(3065)
كان الله في العون بس تعرف إنو في مرسيليا جالية عربية كبيرة و خاصة المغاربيين. أذكر أنوا في زيارة لي سنة 1991 كان فيه سوق كل التجار الموجودين فيه عرب و المتسوقين عرب, يعني تحس إنك في بلد عربي.
أشرت إلى نقطة مهمة أخوي … وهي قدرة المعاقين على الخروج في الأماكن العامة و بحرية … أنا ما أقصد إنه الدولة عندنا ما وفرت للمعاقين التسهيلات اللازمة لهم … لكن اللي أقصده إنه مجتمعاتنا تخفي هذه الفئة و لا تظهرها … في فرنسا الأمر جدا مختلف … فتراهم في كل مكان .. و تراهم كما قلت يمشون في الشوارع من دون أي خوف و من دون أي مبالاة بأي نظرات من أي شخص … فهم لهم حقوقهم و لهم أماكنهم المخصصة التي تسهل عليهم التنقل و العيش في المدينة مثلهم مثل أي شخص آخر … العجيب في الأمر إني شاهدت هناك الكثير من الإعاقات التي لم أتوقع أن أجد شخصا مصابا بها قد يخرج و من دون مساعدة أي أحد … مثال على ذلك … أني شاهدت في يوم رجل مصاب بشلل كلي ما عدا في احدى يديه .. و قد كان يتنقل لوحده … لو كان هذا الرجل في بلادنا لرأيت أن معه الكثير من المرافقين لمساعدته … لدرجة أنه قد يشعر بالخجل و يرفض الخروج مرة أخرى.
“كانت خلالها ربطة العنق تربط فقط عند شرائها وتبقى (ستاند باي) جاهزة ومربوطة طوال الفصل الدراسي ولا يتطلب سوى وضعها كل صباح على العنق ومن ثم شدها!”
ههههههههههههههههه … من أسهل الحلول … بصراحة .. كان أخوي يسوي نفس الشي .. و كنت دايما أقوله عياز … ما كنت أتوقع إنه فيه حد غيره !!!!
مشكلة البطاقة الائتمانية عانا الكثير منها من زميلاتي و زملائي في الدراسة … و لكن كانت تختلف من شخص إلى آخر حسب البنك … لدرجة انه هناك احدى زميلاتي التي حظر البنك على بطاقتها و لم تستطع سحب أي مبالغ نقدية … مثلما قلت فهناك تعصب حتى في البنوك … فعلى أي شخص ينوي الإقامة في فرنسا لمدة معينة .. ان يفتح له حساب في اي بنك فرنسي و إلا فإن شركات الإتصالات و الكهرباء و غيرها لن تقبل بأي بنك دولي آخر. و نحن بطبيعة الحال اضطررنا لفتح حسابات بنكية فرنسية … على قولة زملاءنا في الدراسة : “صارت عندنا حسابات بنكية ربوية !!!! ” 🙂 هههههههههههههه
السموحة أخوي على التعليقات الطويلة … لكن كلما وجدت من يعاني نفس معاناتنا حاليا … مع استمتاعه طبعا بالمناظر و الأماكن الرائعة و المواقف الطريفة … لا أستطيع عن عدم التعليق و المشاركة بما يدور معنا أيضا.
مرسيليا .. عآلم آخر
احلى شي موقف الزوجين .. كيف صابروا اتمنى تكون اخذت لهم صوره وتحتفظ بيهآ ..
من جد سبحآن الله قد مااثنينهم ضريرين كل واحد مبسوط بالثاني حتى يتمشوا مع بعض وويا طفلهم << تخيلتهم ^.^
أعجبتني طبيعه البيوت .. بسيطه ورائعه جدا
ماحبيت عنصريتهم .. بنفس الوقت حبيت اعتزازهم بنفسهم ياريت العرب اللي عنآ كذآ ..
رحله ممتعه يارب وذكريات رائعه لك ..
أتمنى تقبل تعليقي ^^
الحمد لله أنك جوزت 3أيام بخير، بالتوفيق لك.
سبحان الله العظيم …
لماذا لا نفعل مثل الفرنسيين , لماذا لا نعتزّ بلغتنا !
الحمد لله على نعمة البصر ..
أتمنى أن أرى صورا أكثر من هناك أخي أسامة 🙂
أنا أغبط الفرنسيين على اعتزازهم بلغتهم ، فنحن تركنا لغتنا و رحنا نتململ في كل اتجاه ، فالمثقف بيننا من أتقن الإنجليزية و الفرنسية حتى لو لم يكن يدري عن العربية حتى القشور .
تخلينا عن لغتنا أذلنا أمام الآخرين ، ففي الوقت الذي تتجه الأمم القوية إلى بسط نفوذها الفكري و رش ثقافتها في كل ربوع العالم ، ننتظر نحن اليوم الذي سيصل غيث ثقافتها إلينا لنشرب منه فوق ما يروي العطش ولكن ما نتشربه هو ما لا يرضاه ديننا و ربنا أما الحسن و الطيب الذي بإمكانه الرفع من مكانتنا بين الأمم فنحن نتركه ونرميه فهو إلى سلة المهملات بلا رجعة .. دمت في أمان الله و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
السلام عليكم
أعشق التصوير ولكن لم أكن يوما موفقة في أخذ صورة بشكل تعبيري جميل وجذاب
أعجبتني الصور التي عرضتها لمرسيليا
زرت مرسيليا مرتين و حصل لي موقف طريف لن أنساه أبدا و لا استطيع أن أذكره لشدة الاحراج
مدونة رائقة
ولي عودة
موفق دائما ان شاء الله
هههههههه
ربطة العنق …
ليست بأشد من لباس الكشافة مقاس M الذي لا أعرف إلى الآن كيف ارتديته ؟؟!!
بعدها صار دعائي حين أغضب بأن يلبس بدلة الكشافة بمقاس أصغر …
شكرا أسامة
بانتظار جديدك
🙂
حوار البطاقات الائتمانية واجهته في هولندا كمان … فقط البطاقات الهولندية بيقبلوها
لكن لما استاجرت دراجة الراجل كان طيب وسمح وقبل فلوس كاش عادي وعمل لي تخفيض كمان
ايضا مشكلة اللغة واجهتها هناك .. بس الميزة الشعب الهولندي طيب جدا وخدوم للغاية
في كل اوروبا تقريبا بيعتزو بلغتهم الام جدا وتلاقي الانجليزي بتاعك احسن منهم كتير