ذيل ميتسو دائما أعوج!

كعادته مع كل فريق يتولى الإشراف عليه، من سابع المستحيلات أن يستكمل عقده حتى النهاية، لذلك لم أستغرب أبدا من سماعي لأنباء استقالة ميتسو من تدريب المنتخب، فقد كان الأمر واضحا جدا منذ البداية، وبالتحديد بعد انتهاء كأس الخليج الذي لم نحصل عليه إلا بفضل الله ثم دعاء الوالدين والمساندة الجماهيرية غير المسبوقة، فلم نكن الأفضل بشهادة الجميع وهو ما صرح به أحد المسؤولين الرياضيين بكل واقعية وصراحة.

فلو تتبعنا مسيرة المنتخب بعد حصوله على اللقب الخليجي لوجدنا أنه لم يقدم أداء مقنعا يشفع له كبطل للخليج، فخرج مبكرا من نهائيات أمم آسيا، وقدم أداءا متواضعا في التصفيات الأولية لنهائيات كأس العالم اختتمها بخسارة بالثلاثة من منتخب سوريا الذي اختلط الأمر على مسؤوليه وظنوا أن ذلك الفوز سوف يؤهلهم للتأهل للمرحلة الثانية متناسين لفارق الأهداف، تلتها معسكر تحضيري قصير وهزيل في فرنسا لا يتناسب مع أهمية المرحلة، ليتبعها بعدة مباريات تجريبية مع كل من منتخبي الجزائر والبحرين انتهت جميعها لصالح تلك المنتخبات، كان ميتسو يخرج بعد كل مبارة مصرحا بأن المباريات التجريبية ليست مقياسا للحكم على مستوى المنتخب و أن المنتخب سيظهر (ناصع البياض) في المباريات الرسمية، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي –أو ربما تشتهي!- سفن ميتسو، لتأتي القشة التي قصمت ظهر البعير بالخسارتين الأليمتين من كوريا الشمالية والسعودية على أرضنا ويسن جماهيرنا وبالنتيجة نفسها وذلك في مستهل التصفيات النهائية!

ومن ثم يفتح بعدها ميتسو النار على الاتحاد واللاعبين فيتهم الأول بندرة المواهب الإماراتية التي تحد من عملية اختياراته، والثاني بالتخاذل وعدم تحليهم بروح البطولة، وجميعها اتهامات خطيرة جدا كان من المفترض أن لا تمر مرور الكرام، فهذا الاتحاد هو نفسه الذي دعم ميتسو طوال الفترة الماضية و(تلاعب) في جدول الدوري من أجل (عيون ميتسو) مثيرا لغضب وسخط الأندية الموسم الماضي، واللاعبون هم أنفسهم -مع اختلاف بعض الأسماء- من حملوه على الأعناق بعد الفوز بكاس الخليج!

ولا أدري كيف وثق الاتحاد في ميتسو وقام بتجديد عقده إلى عام 2010 وهو المعروف عنه بانه (راعي سوابق) في هذا المجال، بداية مع منتخب السنغال الذي ضحى به بعد كأس العالم لأجل (عيون) العين، قبل أن (يزحلق) من العين قبل عام كامل من انتهاء عقده ويرحل إلى الغرافة القطري، لينجح معه في البداية ويحصل على عدة بطولات قبل أن يبدأ (بالتخبيص) قبل نهاية عقده ويتخذها حجة للرحيل إلى اتحاد جدة الذي لم يستمر معه طويلا، قبل أن يشد الرحال ليستقر مع منتخب الإمارات الذي لم يشذ معه عن القاعدة المتعارف عنه بها ويعود ميتسو غلى عادته القديمة..ويرحل باحثا عن عقد جديد وفريق آخر يدربه ترانزيت ويلطش منه عدة ملايين قبل أن يضحك عليه!

ميتسو يا جماعة الخير خطط للرحيل منذ أن وطئت اقدامه أرض الإمارات.. فالملايين والدولارات هي هدفه الأول والأخير والمليون الشرط الجزائي الذي يجب عليه أن يدفعه لاتحاد الكرة ما هي إلا نقطة في بحر الملايين التي سيجنيها ضمن عقده الجديد..

(3211)