لا أدري مالذي سأستفيد منه كقارئ إذا ما قرأت خبرا عن زواج المطرب الفلاني من المطربة الفلانية بعد أن جمعتهما حكاية حب ساخنة و من ثم خبر آخر بعد فترة يعلنان فيه الإنفصال بعد تفاقم الخلافات فيما بينهما، و ما الذي سأجنيه إذا ما علمت أن تلك المذيعة (الفضائية) في مقابلة أجريت معها أنها تحب أكل الشيكولاتة البجيكية و تكره شوربة العدس! و مالذي قد يشدني في معرفة أن كلبة الرئيس الأمريكي الأسبق “كلينتون” تعاني من الاكتئاب الشديد، و لماذا أجرح عيني و أكسب وزرا بمشاهدة صورة لعارضة أزياء أشبه بعود كبريت محروق من فرط نحافتها تعرض فستان عاري لمصمم الأزياء العالمي إيف سان لوران، و هل سيتيغر شيئا إذا أحطت علما بأن الرقاصة المخضرمة “فيفي عبده” تمثيل أدوار الإغراء و هي التي طول عمرها مشهورة بهز الوسط و أداء اللقطات الساخنة؟
اللاعب الإنجيلزي بيكهام غير تسريحة شعره و زوجته فيكتوريا تجهز لإطلاق ألبوم غنائي جديد ..حسنا ما الجديد في ذلك؟ فبيكهام كل يوم يخرج علينا بتسريحة جديدة طلبا لمزيد من الشهرة و زوجته مصدر رزقها الغناء و الطرب… خير يا طير!!
هذه الأخبار التي تحفل بها الصحف و الجرائد اليومية بالتأكيد لا تهمني و بالذات أخبار أهل العفن الفني و إن قرأتها فإنما أقرأها من باب (مكره أخاك لا بطل) و لكنها للأسف قد تهم الكثير من الناس االتافهين و الفاضين بل مثل هذه الأخبار القصيرة قد لا تروي عطشهم و لا تشبع فضولهم فيبحثون عن تكملات لها بين صفحات المجلات العربية التي جميعها تحمل نفس الأفكار و الأبواب و التحقيقات المكررة و لكن بأسماء مختلفة!
كقارئ أحترم نفسي و عقلي الذي كرمني الله به يهمني أن أقرأ عن أحوال المسلمين في شتى بقاع الأرض و عن أخبار إخواننا في فلسطين و عن آخر المستجدات في ربوع العراق المحتل ، و أحرص على أكون دراية كاملة بما يكيده لنا الغرب من مكائد و ما يحيكه من مؤامرات، وأركز على تغطية الأخبار المحلية عن التطورات-إن وجدت- في الدوائر و الوزارات و آخر الإحصائيات التي تتعلق بالوطن و المواطنين من زواج و طلاق و عنوسة ، و ارفغه عن نفسي بقراءة بعض الأخبار الرياضية المعتدلة الخالية من التعصب، و أحرص أيضا على متابعة آخر الأخبار التقنية في المجالات العلمية المختلفة، و أتابع أيضا بعض كتاب الأعمدة اليومية (المحترمين) ممن جعلوا نصب أعيهم إيجاد حلول لهموم المواطن و الوطن، مثل هذه النوعية من الأخبار بهمني..أما ما سواها فلا يهمني!
قال المصطفى صلى الله عليه و سلم: “المؤمن كيّس فطن” لكننا في نظر الإعلام لسنا سوى (أكياس قطن) لا نفرق بين الغث السمين و بين ما يعود علينا بالنفع و الفائدة!
(1032)