لفت انتباهي مقال يوم الخميس للأستاذ الفاضل علي العمودي في عموده اليومي “صباح الخير” و الذي كان يدور عن الإحتشام الإعلاني و الإعلامي و هو مرتبط بمقال عن الإعلانات المخلة بالآداب و الذوق العام سبق أن قام بطرحه في نفس الزاوية قبل عدة أسابيع، لذلك وجدت نفسي مجبرا إرسال تعليق مختصر على الموضوع أملا في أن يجد صداه لدى الكاتب الذي أكن له كل الإحترام و التقدير.
مضمون ذلك التعليق يتلخص بأن الإنفلات الإعلاني و الإعلامي لا يقتصرعلى القنوات الفضائية التجارية و ما يعرض عليها من عري و فساد بل يمتد حتى يطال صحفنا و جرائدنا اليومية على رأسها جريدة “الإتحاد” التي تعتبر الجريدة الرسمية لدولة الإمارات كونها تصدر من مؤسسة حكومية تابعة للدولة هي مؤسسة الإمارات للإعلام، فبدلا من أن تكون قدوة لغيرها من الصحف و المؤسسات الإعلامية نرى أنها تنتهج منهجا لا يختلف كثيرا عن صحف (التابلويد) و مجلات الإغراء الغربية؛ و ذلك بعد أن طغت المادة على سياستها فأصبحت الهاجس الأول لدى المسؤولين دون الإلتفات لا إلى قيم أوأعراف تحد من هذا الانفلات، فقبل فترة وقعت عيناي على إعلان لشركة تقوم بتسويق أحواض المسابح المتحركة تضمن صورا عارية لنساء بملابس السباحة و قد احتل ذلك الإعلان مساحة كبيرة من الصفحة مما جعل الصور تظهر بشكل واضح و سافر أكاد أجزم أن الأعمى يستطيع تمييزها!
و في الأعداد الأخيرة التي وصلتني قبل أيام امتلأت صفحات الجريدة بإعلانات لشركات السفر و السياحة المختلفة الكثير منها يتضمن مناظرعري خادشة للحياء و كأن الناس لن يسافروا إلا إذا ما شاهدوا صورة لإمرأة حسناء ترتدي (المايوه) و مستلقية على شاطئ البحر!
إذا كانت صحفنا و جرائدنا اليومية التي نعول عليها كثيرا في محاربة مثل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا المحافظة هي نفسها تشارك بشكل كبير في نشر هذا الفساد؛ و ذلك عن طريق السماح بنشر صور و إعلانات تجارية لا تقل عريا و فسوقا عما نراه من إعلانات منتشرة في الشوارع و الأسواق، فضلا عن (حشوها) بكثير من المحتويات (الفارغة) التي يستحي الواحد منا أن يطلع عليها على رأسها ما يضمه ملحق الترفيه اليومي (دنيا) الذي يصدر من قبل نفس الصحيفة؛ حيث أنه من النادر أن تخلو الصفحة الرئيسية له عن صورة كبيرة لفنانة أو عارضة أزياء بلباس شبه عاري هذا غير الصور الأخرى داخل الملحق الملتقطة من زوايا و أوضاع مختلفة!
الروابط القليلة التي مازات تربطني بجريدة الإتحاد هي متابعتي لكتاب الأعمدة اليومية و صفحة رأي الناس و الملحق الرياضي.. أما ما سوى ذلك فكما يقول أحد الأصدقاء:” لا يصلح سوى للف شطيرة فلافل”!
فلالالالالالاش:-
في الماضي تعودنا على رؤية آثار تدخل مقص (الرقيب) لحجب ما يظهرمن مفاتن و أجزاء عارية باستخدام أقلام التلوين و لكن الآية انقلبت فصارت نفس اقلام التلوين تستخدم لإبراز (بريق) هذه المفاتن!
(893)