بين الحين وآخر أعود إلى أرشيف التدوينات في المدونة، أستعيد بعض الذكريات الجميلة التي لو لم أدونها لكانت طي النسيان…من يتخيل أنني بدأت التدوين قبل أكثر من 16 سنة وبالتحديد في فبراير 2004… الأيام تمضي سريعا يا أصدقاء!
أكثر التدوينات التي أعود إليها بعد تدويناتي البحرية هي المقالات الساخرة ضمن تصنيف (اضحك معي)، أتصفح تلك التدوينات وكأنني أتصفح كتاب ساخر لأنيس منصور أو فصول كتاب تاكسي لخالد الخميسي، أضحك عند قرائتي لبعض العبارات على الموقف نفسه وفي أحايين كثيرة على نفسي وعلى التشبيه الذي استخدمته وقرنته ضمن المقال.
ضمن هذا التصنيف كتبت مقالات ساخرة كانت انعكاسا لروح الدعابة التي كنت أتمتع بها في تلك الفترة، مقالات منها ما كان مبني على موقف واقعي كان وليد اللحظة ومنها ما كان من وحي خيالي الواسع في تلك الفترة، والهدف كان سامي وهو أن أرسم البسمة على وجه من يقرأ تلك التدوينة.
الكتابة الساخرة أظنها من أصعب أنواع المقال، الكاتب يحتاج فيها أن يؤدي بعض الطقوس لكي يتمكن من دخول أجواء معينة تهيء اتصاله بحبل الالهام الساخر، يجب أن يمتلك حصيلة جزلة من المفردات اللغوية لكي يبني قصة فيها بعض الدراما و يضيف نكهة لاذعة لموقف بسيط ويحوله إلى قصة ساخرة متكاملة الأركان!
أحاول جاهدا أن أستعيد هذا الحس الساخر وروح الدعابة التي كنت أتمتع بها في العشرينيات والثلاثنيات من عمري لكن أجد نفسي عاجزا عن ذلك، ولعل ذلك سبب ذلك ترددي المستمر على تدويناتي الساخرة في محاولة مني للبحث عن طرف خيط يربطني مجددا بتلك الروح المفقودة!
ما السر يا ترى خلف هذا الجفاف وحالة الجدية التي أعيشها حاليا، هل بسبب كثرة المسؤوليات، أم بسبب تغير الاهتمامات والمحيط الذي أعيش فيه (أقصد به دائرة الأصدقاء والزملاء)، هل تقدم السن ونضوج الفكر لهما دور في الموضوع، حسنا ربما أستعين بالاسطر السابقة كتمهيدة لمقال أنوي كتابته حول دخولي لمرحلة الأربعين كان من المفترض أن ترى النور قبل سنتين بعدما قرأت تدوينة الصديق أبو إياس الذي نشر مقالة جميلة احتفى به دخول إلى نادي الأربعينات أعود لقراءتها بين الفترة والأخرى.
معقول أنني كنت أتصنع السخرية وروح الدعابة في جميع تلك التدوينات..!!
وهل هذا هو سبب عجزي عن نشر فيدوهات مسلية وساخرة على قناتي!!
الشيء الذي أنا متيقن منه بأنه بالرغم أن وتيرة الحياة صارت أسرع بكثير من السابق إلا أنني في هذا السن صرت أكثر هدوءا (مع أن طبيعتي هادئة من الأساس كما هو معروف عني) ، أميل أكثر للجلوس وحيدا بعيدا عن صخب الأولاد، وأفضل مخبأ لي في البيت هو مكتبي الشخصي وبالتحديد أمام جهاز الكمبيوتر وأنا أرتشف كوب ايسبريسو حضرته بنفسي، أتجنب قدر الإمكان التجمعات والمناسبات العائلية التي فيها صخب وإزعاج -وأنتم بطبيعة الحال تعلمون من أين يأتي مصدر الإزعاج الرئيسي!-، الوقت لدي صار ذو قيمة عالية وأكره ممارسة أي نشاط مضيع للوقت، ولا أدري في الحقيقة ما هو وجه الربط بين الضحك والوقت.. لعلها إحدى القناعات الخاطئة التي تحتاج إلى تصحيح!
أنا متأكد بأنه يوجد ضمن محيط أو عائلتك شخص معروف بالظرافة وخفة الدم، وغالبا هذا الشخص كبير في السن وصاحب تجارب ثرية في الحياة ولديه الكثير من الحكايات المسلية.. وهذا ربما ينفي نظرية أن روح السخرية والدعابة تخف تدريجيا مع تقدم العمر!
ما رأيكم؟!
دمتم بود..
(342)
نعم لدي نفس الإحساس حتى أني أحياناً أستغرب من أبنائي عندما يضحكون على قصة أو نكتة أجدها غير مضحكة، لكن في نفس الوقت أستمتع وأضحك من مواقف أخرى.
في تدويناتي القديمة أجد شخصيتي مختلفة، وأحياناً أستغرب من طريقة تفكيري حينها، وأحيان أخرى أنسى جُمل وتعابير كتبتها سابقاً.
ابتسمت أو ضحكت عندنا قرأت الجزء المتعلق بالهدوء والبعد عن الصخب، لأنه مطابق تماماً لما يحدث لي ما عدا اﻹسبرسو حيث اشرب شاي بحليب أعده بنفسي بطريقتي الخاصة أو شاي سادة:
الشيء الذي أنا متيقن منه بأنه بالرغم أن وتيرة الحياة صارت أسرع بكثير إلا أنني هذا السن صرت أكثر هدوءا (م طبيعتي هادئة من الأساس كما هو معروف عني) ، أميل أكثر للجلوس وحيدا بعيدا عن صخب الأولاد، وأفضل مخبأ لي في البيت هو مكتبي الشخصي وبالتحديد أمام جهاز الكمبيوتر وأنا أرتشف كوب ايسبريسو حضرته بنفسي، أتجنب قدر الإمكان التجمعات والمناسبات العائلية التي فيها صخب وإزعاج -وأنتم بطبيعة الحال تعلمون من أين يأتي مصدر الإزعاج الرئيسي!-، الوقت لدي صار ذو قيمة عالية وأكره ممارسة أي نشاط مضيع للوقت،
أعتقد أن أغلبيتنا في هذا السن يحتاج إلى لحظات من العزلة والإنفراد حتى لو كان الشخص بطبيعته شخص كرح وصاخب..
طريقة ااتفكير بلا شك تختلف عن السابق ولكن السمة العامة في الشخصية تظل موجودة…
أعتقد أن من أفضل القرارات إن لم أيكن أفضلها على الإطلاق هو انشائي لهذه المدونة.. واليت أتاحت لي الفرصة أولا لتدوينة ذكرياتي وتجاربي على مدى السنين الماضية وثانيا للتعرف على جوانب الاختلاف في شخصيتي طوال هذه الفترة..
أخيرا أنصحك باستبدال الشاي بالحليب بالايسبريسو.. ستجد متعة أكثر.. علاوة على أنه صحي اكثر.. خصوصا في هذا السن! 🙂
سوف أجرب اﻹيسبريسو بإذن الله وأخبرك بالنتيجة، مع أني لست من محبي القهوة، أحياناً تُسبب لي صداع نصفي، لكن على كل حال سوف أجربها وأترركك تتحمل النتائج 🙂
كبرنا يا بو عامر ! 🙂
إي و الله يا أراميا.. إي والله!
وأهلا بعودتك من جديد 🙂
السلام عليكم
يا أخ أسامة، رشحتك لأجوبة على أسألة مبادرة The Liebster Award
https://abueyas.wordpress.com/2020/10/13/the-liebster-award/
كل الشكر .. لكل جهودك .. ولكل متابعيك .. حيثما كان هناك كلام مفيد .. يكون للوقت معنى وفائدة ..
خاطر بسيط طرأ لي وأنا اقرأ الردود
.. ما أجمل أن يكون لنا الخلوة .. لكن مع من ؟
مع الله . . وكتاب الله .. فهما وتدبرا .. رزقنا الله واياكم الأنس به
..
واعود بشأن الموضوع هل أنا نكدي ..
لنا قريب امره عجيب . . ف رغم كل الظروف . . الى انك اذا جلست معه متعك ب الأنس و كأنه لا شيء يصيبه . . ف سبحان الله . .
..
كل كتاباتك ممتعة عزيزي و خصوصا اللغة أراها ماشاء الله جزلة . . والفكرة . . اكثر جزالةً . . و اثراءها بالتنوع جدا قوي ماشاء الله .. ف……………………….
بوركت
شكرا على كلماتك الطيبة يا مهندس حمود..وفعلا نحتاج إلى خلوة تساعدنا في تصحيح بعض الاخطاء والتخطيط للقادم بشكل أفضل وبلاشك لاغنى لنا عن الخلوة مع كتاب الله
شكرا لك