نسيت أن أبشركم بأنني ودعت أخيرا مقاعد الدراسة وحصلت ولله الحمد على شهادة الماجستير في الإدارة الهندسية في رمضان الماضي بتقدير جيد جدا، أعترف أن الموضوع استغرق مني وقتا طويلا نسبيا وأنني كما يقول إخواننا من أهل مصر (أخذت أقل من مهلي)، فبدلا من أكمل البرنامج في سنة ونصف انهيت الدراسة في ثلاث سنوات، هذا التأخير كان له مسببات كثيرة لايتسع المجال لذكرها حاليا.
لو تذكرون فقد كتبت تدوينة قبل عدة سنوات شرحت من خلالها الأسباب التي دفعتني إلى تغيير قناعتي فيما يتعلق بالدراسة الأكاديمية، والآن بعد هذه السنوات فأنا أحمد الله على أنني خلعت ثوب التردد وأقدمت على هذه الخطوة الإيجابية والتي جاءت مواكبة للتغيرات الأخيرة والمتسارعة جدا في قطاع النفط والغاز الذي أنتمي إليه (قراء المدونة من الإمارات وبالتحديد من أبوظبي يعرفون ماذا أقصد!)
وإلحاقا لتلك التدوينة فأود أن أسرد لكم الفوائد التي جنيتها بعد انتهائي من البرنامج:
1. شبكة علاقات، تكوين شبكة جيدة من العلاقات مع العديد من الأشخاص من منتسبي البرنامج ينتمون إلى مؤسسات وجهات مختلفة.
2. تعزيز المهارات الإدارية، كوني صاحب خلفية هندسية فأغلب المواد التي درستها صمن برنامج البكالوريوس كانت تقنية بحتة، ولكن بعض المواد والمرتبطة بالقيادة والإدارة نجحت في ملء الفراغ الحاصل.
3. مهارات كتابة البحوث العملية: وهي من الجوانب التي كنت ضعيفا جدا فيها وكانت إحدى المسببات التي كانت تعيقني عن إكمال الدراسة، البحث عن مصادر المعلومة، جمع المعلومات ومن ثم تلخيصها، كتابة المقدمة والخاتمة والتسلسل في السرد، صحيح أن الحصول على المعلومة هذه الأيام بات أمرا سهلا وميسرا في ظل وجود العم قوقل، ولكم أن تتخيلوا الوقت والجهد الذي كان يتم بذله قبل ظهور الشبكة العنكبوتية!
4. العمل الجماعي، وهي فائدة مرتبطة بالنقطة السابقة، فكثير من البحوث والمشاريع كانت نتاج عمل جماعي، توزيع الأدوار وتقسيم العمل بين أعضاء الفريق، آلية التواصل فيما بينهم، ورش العمل، كلها نقاط كان لها تأثير ايجابي على شخصيتي.
في الحقيقة هناك بعض المواد التي استفدت منها بشكل كبير منها على سبيل المثال لا الحصر مادة “Operation and supply chain management” و “Strategic Management” الأولى كانت تتطرق إلى مجال مهم لم أكن أمتلك عنه أية خلفية، والثانية تضمنت الكثير من قصص نجاح الأفراد والشركات وتحليل نقاط الضعف والقوة.
السؤال الآن: هل أفكر في شهادة الدكتوراة؟ و الجواب لا أدري، إلا أني أستذكر نصيحة د.مرام مكاوي ضمن مشاركتها الثرية في تلك التدوينة:
نصيحتي بالنسبة لدراسة الدكتوراة..إذا كنت لن تعمل في المجال الأكاديمي، فلا تضيع 3 أو 4 أو 5 سنوات من عمرك (أو أكثر!) من أجل حرف الدال في الوقت الذي قد تترقى لدرجات عالية في شركة ممتازة كشركة نفط.. أو تكسب دخلاً كبيراً من عملك الخاص
(4865)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في الحقيقة كنت سأكتب بالضبط نفس التعليق الذي كتبته د مرام .. ففعليا لا حاجة للدكتوراة في العمل في القطاع الخاص .. لا أعلم عن النظام في الشركات الاماراتية .. ولكن لدينا في السعودية كثير من شركات القطاع الخاص تعزف عن حملة الدكتوراة بل أحيانا تقدم حامل الماجستير عليهم ..
شخصيا أنا مقتنع بنفس الرأي، فبالنسبة لي أفضل أن أشترك في برنامج آخر لدراسة الماجستير في مجال آخر قريب من مجال عملي بدلا من بذل 4 سنوات في دراسة أكاديمية..
أعتقد نفس المبدأ تتبعه شركات قطاع النفط والغاز عندنا والذي أنتمي إليه لا توجد حاجة فعلية لأضخاص من حملة الدكتوراة كون القطاع ليس قطاعا أكايميا والسنوات التي قد يفرغ فيها الموظف لدراسة الدكتوراة بالامكان الاستفادة منها في منحه دورات تدريبية مكثفة ضمن صميم عمله وتخصص وتعود عليه بالنفع بشكل أكبر.
شكرا لك اخي تميم على مشاركتك الجميلة..