هل أنت مهتم بالتصوير؟ إذا تعال شاركنا…

اليوم الجمعة هو يومنا الأخير هنا في مدينة بريسبن والتي عشنا فيها لحظات جميلة وممتعة، حيث سنشد الرحال صباح يوم غد إلى مدينة جولد كوست لنكمل فيها ما تبقى من مسيرة الستة أشهر، أستطيع أن أقول أن الأيام مرت بشكل سريع نسبيا، فمع نهاية هذا الأسبوع فسوف نكمل فترة 6 أسابيع على تواجدنا هنا، صحيح أن المشوار مازال طويلا لكن استعادتي لذكريات أيامي البحرية البائسة تمنعني من التذمر والشكوى!

لمن تابع تحديثاتي الأخيرة في موقعي الفيس بوك وتويتر سيعلم أنني بصدد إنشاء مدونة جديدة متخصصة بالتصوير وهو القرار الذي اتخذته من فترة ليست بالقصيرة وذلك بعد تجربتي الأخيرة في تطعيم المدونة بمواضيع ودروس عن التصوير والتي لم تلق التفاعل المأمول، كما عزز هذا التوجه ما ظهر بشكل واضح من خلال نتائج الاستبيان الذي يجري حاليا –والذي توقعت في الحقيقة أن يحظى بقدر أكبر من التفاعل!- حيث تبين أن أكثر زوار المدونة يميلون لقراءة تدويناتي الشخصية والتي كنت في فترة من الفترات أعتقد أنني أكتبها لنفسي فقط، وأظن أن في ذلك أبلغ رد لكل من يتهمني بأنني أكثر من التدوين عن نفسي لدرجة أن وصلت إلى مرحلة من تمجيد الذات على حد قول أحدهم، متناسين أن أساس هذه المدونة هو شخصي بحت (ومكتوب بالبنط العريض ضمن شعار المدونة) وذلك منذ انطلاقتها قبل ما يقارب السبع سنوات، ولكن في النهاية رضى الناس غاية لا تدرك.. ولن تدرك!

وبالرغم من حرصي على التدرج في نوعية دروس التصوير المطروحة إلا أنه يتوجب علي أن أسلم بأنه من الصعب تغيير ذائقة زوار المدونة بين ليلة وضحاها، والتي من الواضح أنها “تستفز” بشكل أكبر عند طرح التدوينات الاجتماعية -خصوصا تلك المرتبطة بقضايا المرأة- في حين تظل الشريحة الأكبر تفضل الانضمام إلى حزب “القراء الصامتين” الذين يكتفون بالقراءة من بعيد..لبعيد!

والنتيجة أن العديد من الدروس التي استنزفت مني كثير من الوقت والجهد لم تجد نصيبها من التفاعل و الانتشار، في حين لقيت تدوينات مثل “الأخطاء العشرة الأكثر شيوعا عند التصوير” نسبة عالية من التفاعل والردود وتحليلي لذلك هو بسبب طريقة الطرح السلسلة والسهلة التي تناسب جميع الفئات بما فيهم الهواة الذي لا يمارسون التصوير إلا في مناسبات محددة فقط، مما يجعل نوعية الدروس من على شاكلة أنواع العدسات وأنماط التصوير قد تكون “صعبة الهضم” كونها تخاطب شريحة أخرى من الزوار أكثر تعمقا في مجال التصوير وهو من الواضح أنهم ليسوا كثر هنا.

وهي الإشكالية التي آمل أن تحل مع إطلاق مدونة التصوير، حيث ستكون المكان المناسب الأكثر تخصصا لكي من يود التعمق بشكل أكبر في هذه الهواية وتطوير مهاراته في حين ستقتصر نوعية التدوينات في هذه المدونة على التدوينات الشخصية والاجتماعية التي أجد نفسي فيها أكثر بالاضافة إلى استعراض صور الرحلات و الأسفار والتلميحات التصويرية السريعة على أن تكون لفترة مؤقتة فقط تسبق افتتاح مدونة التصوير.

وللمطلعين على المجتمع التصويري أعلم أنكم تتساءلون عن جدوى إنشاء مدونة خاصة بالتصوير في ظل تواجد مدونات أخري متخصصة في هذا المجال كمدونة “فوتوكينز” التي يديرها الصديق رشيد، ولكنني موقن بأن المجال مازال يتسع لمدونة ثانية وثالية وربما رابعة فبالرغم من تعدد  منتديات التصوير العربية إلا أن المحتوى العربي مازال يعاني من شح في المواد والدروس في هذا الجانب وهو ما أرجو آن أساهم عبر هذه المدونة في ملئ جزء من هذا الفراغ.

بما أن الحديث يدور حول المدونات التصويرية فأرى أنه من الواجب علي أن أشيد بالمجهود الكبير الذي يبذله الصديق “علي المعلم” من السعودية صاحب مدونة “علي استوديو” المتخصصة في التصوير، فالدروس التي يقوم بطرحها مصاغة بشكل متقن مستخدما للغة سهلة، لذلك أدعوكم لزيارتها ومتابعة سلسلة دروس التصوير التي يقوم بطرحها بشكل بشكل متسلسل وموجهة للمبتدئين على وجه الخصوص.

وبالمناسبة فقد أبدى الأخ علي استعداده للمشاركة ضمن فريق عمل المدونة علما بأن الباب مازال مفتوحا لكل من يريد الانضمام إلى الفريق، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه  ليس بالضرورة أن تكون مصورا محترفا لكي تنضم للفريق، فالمشروع بحاجة إلى مصممين ومحررين تقنيين ولغويين، كل ما أحتاجه هو شخص جاد يمتلك أفكار إبداعية والحماسة للمساهمة في نجاح هذه المدونة.

ملاحظة أخيرة: في محاولة مني للاستمرار على وتيرة ثابتة في التدوين، فقد بدأت باتباع أسلوب يرتكز جدولة التدوينات قبل نشرها، وذلك بناء على نصيحة من الأخ ابراهيم مدير مدونة عالم الإبداع والذي كان لي معه حوار “جوجلي” مثمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، نجح من خلاله في انتشالي من حالة الاحباط الشديد الذي كنت أعاني منها وذلك عبر تزويدي بالعديد من النصائح والتلميحات المفيدة المرتبطة بالتدوين وهو ما كان له  أثر طيب في نفسي، فكل الشكر والتقدير للأخ ابراهيم على تلك “الدردشة” الجميلة

(6917)