Close

سلام على الطريقة الإنجليزية!

عندما تتجول في أي بقعة من العالم من المألوف جدا مشاهدة منظر (السيخي) وهو يتجول بعمامته الكبيرة ذات اللون الفاقع ، و اليهودي و هو يرتدي ملابسه السوداء القاتمة واضعا على رأسه قبعة اليهود المميزة، و لا يتحرج البوذي من التجول بلباس الرهبان البسيط الذي لا يزيد عن قطعتين من القماش المهلهل، و لو كان يسمح للهندوسي لما تردد في المشى في أروقة مطار هيثرو تتقدمه قطيع من البقرات المقدسة هن بمثابة الآلهة بالنسبة له!

و لكن كم من المؤسف أن تجد كثير من المسلمين و العرب يتحرج من دينه و هويته و يحاول بشتى الطرق أن يطمسه و أن يذوب في المجتمع و البيئة التي يعيش فيها حتى لو كان ذلك على حساب دينه و هويته و انتمائه، مع أن الشرع يأمرنا بأن نتميز عن أصحاب الملل و العقائد الأخرى و أن نخالفهم في كل شيء، فلا نقلدهم في طرق اللباس و لا المأكل و المشرب و لا نحتفل معهم في أيامهم و أعيادهم و الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة كثيرة في هذا الشأن.

و كم من المؤسف أن تشاهد تلك المرأة أو الفتاة ما أن تقلع الطائرة حتى تقوم بخلع حجابها و نقابها و عباءتها لتظهر بـ (لوك) مختلف تماما عن الذي كانت عليه في المطار، كل ذلك حتى لا يلاحظ بقية المسافرين الأجانب أنها عربية و مسلمة.

أو أن تقف للسلام على صديق سلاما يليق به و تستقبله (بالأحضان) كما درجت العادة عندنا، لكنه يتحرج من ذلك و يكتفى بالمصافحة (ببرود) على الطريقة الإنجليزية و هو يتلفت يمنة و يسرة خشية أن يشاهده أحد فيحسبه من الشواذ جنسيا!، فالمصافحة باليد في هذه البلاد تكون في اللقاء الأول فقط و بعد ذلك يكتفى بـترديد كلمتي Hi و Hello و من بعيد!

كيف لنا أن نبتغي العزة و نطلب النصر و مازال هناك أناس يفكرون بمثل هذه العقلية التي تقوقعت في قالب غربي و صار التقليد هو السمة الغالبة عليها حتى لو أنهم دخلوا جحر ضب لدخلوا فيه، فإن كان هناك تغيير فلنبدأ به مع أنفسنا فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

(1145)

2 thoughts on “سلام على الطريقة الإنجليزية!

Comments are closed.