ربما لازال البعض منكم يتذكر سيارتي الفيات الصغيرة التي قمت بشرائها قبل عدة أشهر، أبشركم أنني قمت ببيعها البارحة و ذلك تمهيدا لعودتي لأرض الوطن، فبالرغم أنني كنت متفائلا جدا بأن أقوم ببيعها بالسعر المعروض إلا أنني لم أتوقع أن يتم الأمر بهذه السرعة الشديدة، حيث قمت بنشر إعلان صغير يوم الخميس الماضي في مجلة Auto Trader الخاصة ببيع و شراء السيارات، و لم يمض على ظهور الإعلان أكثر من ساعات قليلة حتى تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص لأرتب معه موعدا لمعاينة السيارة، و كما يقولون (الحب من أول نظرة) فما أن شاهد السيارة حتى رأيت علامات الإعجاب بادية على وجهه، و تجربة سريعة لقيادة السيارة لدقائق معدودة كانت كافية لتأصيل هذا الحب و الاتفاق على البيع دون أن أنقص في السعر و لو بنسا واحدا!
عوامل كثيرة كانت تكفي لإقناع أي شخص بالشراء حتى و هو مغمض العينين!، على راسها حالة السيارة المتازة، و مجموع الأميال القصير و يتوج كل ذلك السعر المغري الذي أرى أنه أقل مما تستحقه المركبة مقارنة مع سعر المعروض في السوق.
أجمل مافي الموضوع أن عملية البيع تمت بكل سلاسة و سهولة دون الحاجة إلى الدخول في بيروقراطيات عقيمة كالتي نعاني منها في بلادنا، حيث اقتصر دوري على تذييل توقيعي مع كتابة التاريخ في القسم الخاص بعمليات البيع و الشراء المطبوعة في قسيمة أو ملكية السيارة – طبعا بعد استلام المبلغ كاملا!- ليقوم بعدها المشتري الجديد بتدوين بعض المعلومات الخاصة به و التوقيع لتأكيد عملية الشراء، لكي لا يتبقى سوى عملية إرسال القسيمة إلى قسم تسجيل المركبات الذي سيتولى بدوره بإرسال القسيمة الجديدة إلى المشتري في غضون 4 أسابع من الآن!، و أحمد الله أنني لم أخسر من قيمة السيارة سوى عدة مئات من الجنيهات التي كان من الممكن أن تتضاعف بشكل كبير لو قررت استئجار سيارة طوال فترة الخمسة أشهر التي قضيتها هنا.
المشكلة تكمن في أنني قمت بالاتفاق مع المجلة على أن يكون نشر الإعلان لمدة اسبوعين متتاليين مما يعني المزيد من الاتصالات خلال الأيام القادمة، و لكن دوري سيقتصر في هذه الحالة على ترديد عبارة: Sorry the car has been sold!
و من الآن فصاعدا يتوجب علي التأقلم مع الحياة الجديدة و التعود على ركوب سيارات الأجرة فلست أمتلك أي سيارة حاليا لا في أرض الإنجليز… و لا في أرض الوطن!!، فالسيارة بالفعل جزء لا يتجزأ من حياة كل من يحمل رخصة قيادة!
(1336)
مبروك البيعة و عقبال ما تشتري سيارة (Lexus) و انته مستقر في البلاد ان شا الله:)
آآه.. ذكرتيني بسيارتي السابقة 🙁