Close

مكالمتان…ناعمتان!

خلال إجازتي الماضية تلقيت مكالمتين هاتفيتين… الأولى عندما اتصلت بي فتاة مواطنة لها صوت ناعم أو (متناعَم) وذات أسلوب لبق في الحديث تعرض علي الحصول على بطاقة لا تزيد قيمة الإشتراك فيها عن 300 درهم فقط و ذلك بمقابل مميزات و خدمات يسيل لها اللعاب، فهي على حد زعمها تخول حاملها الحصول على خصومات تصل إلى 50% في مرافق و أماكن سياحية كثيرة….ثم أخذت تعدد لي بشكل سريع قائمة طوسلة عريضة من الفنادق من فئة الخمس نجوم والمطاعم و شركات السفر و السياحة حتى المقاهي التي تقدم الشيشة و المعسل كان لها مكان في تلك القائمة!

طلبت منها مهلة للتفكيرلا سيما أنني لم ألتقط من تلك الأسماء إلا فندق (جراند حياة) الجديد… على أن تقوم بإرسال الكتيب الذي يشمل القائمة المذكورة بالبريد…و لكن يبدو أن هذه النغمة لم تعجبها..فالظاهر أنها تعودت على الإشتراك الفوري و الأعمى من قبل جميع الشباب الذين تقوم بالإتصال بهم دون أدنى تفكير.. فتحججت بأن الكتيب .. هو في الحقيقة ” كتاب” بسبب طول قائمة المشاركين في تقديم الخصومات و بالتالي من الصعب إرساله… لتنتهي المكالمة كما بدأت!

المكالمة الثانية .. تلقيتها على هاتف الغرفة التي أمضيت فيها إجازة عائلية قصيرة في فندق أبراج الإمارات، كان على الطرف الآخر منها أيضا فتاة أيضا مواطنة عرفت عن نفسها باسم “العنود” – انتبهوا لتأثير هذا الإسم جيدا!! – و ادعت أنها من مشروع جزيرة النخلة و قد تم اختياري – بطريقة مازلت أجهلها – لربح جائزة عبارة عن هاتف نوكيا أو تلفزيون أو إقامة ثلاثة أيام في فندق- نسيت اسمه – أو وجبة في مطعم ببرج العرب… ثم أخذت تسألني عن بعض المعلومات الشخصية تضمنت الإسم و الوظيفة.. و أخيرا جاء سؤال “المليون دولار”…عندما استفسرت عما إذا كنت مقيما في الفندق بمفردي أم بصحبة عائلتي.. فاخترت بحسن نية الإجابة الثانية….و لكن يبدو أنها كانت الإجابة الخاطئة….فإلى يومكم هذا مازلت أنتظر تسليم الجائزة المزعومة..!!

مناهج الحشو!!

مازلت عند رأيي أن مناهجنا مناهج حشو.. الطالب لا يدرس سوى لينجح فقط.. أما عن الإستفادة فحدث و لا حرج…فلو سألتني اليوم عن بعض ما تعلمته في المدرسة لأجبتك بكل بساطة بأنني لا أتذكر… سوى كائن (الأميبا) في مادة الأحياء… و غابات السافانا في الجغرافيا….و “كان فعل ماضي ناقص مبني على الفتح” من اللغة العربية…. و التصحر و التشققات البركانية في الجيولوجيا….و قانون “كيرشوف” من الفيزياء ….و بعض التواريخ المتفرقة من التاريخ …أما مادة الكيمياء فلا أتذكر منها سوى اسم المدرس المصري… “سامي أبو العلا”….!!

لذلك كان الله في عون الطلبة و الطالبات الذين بدؤوا اليوم امتحانات الثانوية العامة فمجهود اثنا عشر سنة يتوقف على نتائج سبعة عشر أو ثمانية عشر يوما..فمن اجتهد و حالفه الحظ في الحصول على نسبة عالية فسوف تقتح له أبواب النعيم.. و من تكاسل و حصل بالتالي على نسبة (يالله و الستر) فسوف يجد الأبواب موصدة في وجهه ما عدا أبواب الجامعات الخاصة!

أتمنى النجاح و التوفيق للجميع بإذن الله.

(822)