لم أكن في بادئ الأمر أنوي كتابة أية خاطرة لهذا اليوم حيث قررت أن أتفرغ لقضاء نشاطات مختلفة على رأسها قراءة مجموعة المجلات التي وصلتني مؤخرا و مشاهدة بعض البرامج المحلية التي قمت بتسجيلها و كذلك القضاء على ما تبقى من صندوق المانجو، وقلت لنفسي بالمرة ترتاحون مني و من مقالاتي… إلا أنه مع نهاية اليوم وجدت نفسي متسمرا من جديد أمام شاشة كمبيوتري و أناملي (تطقطق) على لوحة المفاتيح معلنة عن بدء كتابة سطور جديدة!
لأول مرة أحصل على قسط كافي من النوم… فبقدرة قادر نمت لعشر ساعات متواصلة من الساعة الثانية عشر إلى الساعة العاشرة صباحا تخللها طبعا قيامي لأداء صلاة الفجر..فمنذ فترة و أنا أعاني من مشكلة في النوم.. ففي أغلب السفن التي أبحرت عليها ما أن تصل عقارب الساعة إلى العاشرة مساء .. حتى يكون صوت شخيري قد بدأ يطرب جيراني في الكبائن المجاورة..بل و في أحيان كثيرة أجد نفسي من شدة التعب و قد استلقيت على الفراش جثة هامدة من الساعة الثامنة مساء…صحيح أنني لا أحب النوم.. فأنا أعتبره مضيعة للوقت.. فـسبع ساعات تكفيني و زيادة لأستعيد فيها نشاطي من جديد..الظاهر أنها عين و صابتني.. و المتهم الأول هو صديقي (الراحل)….عبدالكريم!
مع أن اليوم الأحد هو إجازة.. إلا أنني نزلت و أخذت جولة سريعة في غرفة المحركات…و ذلك لكي يرى بقية المهندسين وجهي الصبوح و ليتيقنوا أنني مازلت حيا أرزق على هذه السفينة!.. لحسن الحظ أننا في بدايات الشهر و تبقى الكثير من الأعمال والمهام لكي أقوم بها… لكن ما أن ينتصف الشهر حتى أبدأ في عملية (الحوس و الدوران)..للبحث عن شيء يشغلني و إلا سوف أجد نفسي منشغلا بحسابات الرجوع و ما تبقى لي من أيام!
صدى المعركة المطبخية التي خضتها البارحة مازال يدوي في أرجاء السفينة….حيث وصلتني الأنباء.. أن (جدر) البرياني قضي عليه عن بكرة أبيه…حيث تولى البحارة الفليبينيون مهمة القضاء على ما تبقى في الجدر من فلول الهاربين قضاء مبرما بعد أن نالت (الطبخة) إعجابهم و استحسانهم على خلاف ما كنت أتوقعه….ليتحول النصر من باهر.. إلى نصر..ساحق !!
تعجبني مجلة فواصل التي أسسها الشاعر الراحل طلال الرشيد رحمه الله ..فهي برأيي من أفضل مجلات المنوعات عربية لا سيما أنها نعني بشكل كبير بالشعر و الشعراء، فضلا عن غنى محتوياتها و بريقها الذي يميزها عن بقية المجلات العربية الأخرى..كما أنها تحتضن مجموعة قديرة من الكتاب و المشايخ على رأسهم الشيخ عائض القرني..و الأستاذ عمرو خالد.. و الكاتب الفكاهي الساخر جعفر عباس الذي أستمتع بقراءة زاويته المعكوسة كثيرا، إلاأنني أعتب على القائمين عليها تسليطهم الضوء في الأعداد الأخيرة على عموم أهل الفن وبالتحديد على أعضاء ستار أكاديمي و الدعاية لهذا البرنامج المنحل و إن كان بشكل غير مباشر.. أتمنى أن تتدارك المجلة هذه السلبية الخطيرة و تعود إلى النهج الملتزم الذي تعودنا عليه.. هذا إذا ما أرادت أن تحتفظ بمكانتها على هرم التميز!
(838)