Close

(يعيش البطيخ..يعيش..يعيش..يعيش)!

الفرق شاسع بين كل من (مملكة الخضروات) و (جمهورية الفواكه) فبالرغم من أنها دولتان جارتان و بينهما حدود مشتركة إلا أن الاختلاف بينهما واضح و كبير.

مملكة الخضروات تعتبر نموذج مثالي لكل الدول و الممالك الغذائية من حولها و ذلك في حرصها على توفير جميع سبل الراحة لمواطنيها من الخضروات ، كما أنها تحرص على إقامة علاقات طيبة مع دول الجوار، أما الاقتصاد المحلي فقد وصل إلى القمة نتيجة غنى المملكة بكافة أنواع الخضروات (العاملة) من بصل و ثوم و خيار و ملفوف.. إلخ إلخ!

في مملكة الخضروات حرية الرأي ليس لها سقف محدد، فللجميع الحق في إبداء رأيه بكل صراحة سواء عبر الصحافة أو غيرها من وسائل الإعلام المختلفة، و لاتوجد هناك أحزاب معارضة أو سجناء سياسيين!

تعيين أعضاء الحكومة في مملكة الخضروات يتم بشكل ديموقراطي و ذلك من قبل لجان خاصة مكونة من أجود أنواع الخضروات و أكثرها فائدة، و تتفرع عن تلك اللجان مجالس بلدية و لجان شعبية لاختيار مدراء الدوائر و روؤساء الشركات الخضرواتية.

في مملكة الخضروات المرشح لحقيبة الوزارة يجب أن تتوفر فيه مواصفات و شروط صارمة كأن يكون قد نما ترعرع في أفضل المزارع و البساتين و أكثرها إنتاجية، بعيدا عن الأسمدة الكيماوية و كل ما يمكن أن يغير في التركيب الوراثي، و أن يكون الوزير الخضروي (فرش) و لا يسمح بأي مرشح قضى فترة من عمره (كمخلل) أن يتولى منصب الوزارة، و ما أن تبدو على الوزير مظاهر الذبول و التعفن حتى يتم استبداله بوزير آخر أكثر (طزاجة) ليكمل ما بدأه الوزير الأول!

أما في جمهوية الفواكه المجاورة فالوضع مختلف تماما، فالأحوال السياسية متردية و حقوق معشر الفواكه مهضومة من جميع النواحي.

ففي جمهورية الفواكه صاحب الكلمة الأولى و الأخيرة هو (سعادة البطيخة) الذي بيده مقاليد الأمور و السلطة (بضم السين و تسكين اللام!) و يدخل من ضمن ذلك طبعا مسألة تعيين الوزرا و أعيان البلد و ذلك في وجود لجان و مجالس وطنية و لكنها جميع أعضائها من فواكه (الزينة) التي لا طعم لها و لا رائحة .. أعضاؤها مختارون بكل بدقة و عناية و لكن من قبل …سعادة (البطيخة)!

في جمهورية الفواكه ليس من الغريب أن تجد شخصا جاهلا لا يستطيع التفريق بين البرتقال و الليمون كالسيد (شمامة) يعين وزيرا لشؤون الحمضيات، و الأغرب من ذلك أن يتولى السيد (طمطوم) حقيبة وزارة الفواكه الإستوائية مع أنه ليس سوى لاجئ من مملكة الخصروات كان يعرف سابقا بـ (البندورة)!

في جمهورية الفواكه الكل يعيش حالة خوف و رعب، فمجرد ذكر اسم سعادة (البطيخة) أو أحد أفراد حاشيته يعد تآمرا على قلب نظام الحكم في البلد، مما جعل سجون جمهورية الفواكه تمتلئ عن بكرة أبيها بالمساجين..فنص الشعب مسجون…و النصف الآخر (معلب) على شكل عصائر! كانت هناك محاولة جريئة من (يوسف أفندي) قائد و مؤسس حزب (حامض حلو) المعارض لمنافسة سعادة البطيخة على سدة الحكم..لكن محاولته ماتت في المهد كما ماتت محاولات سابقيه، ليتم حظر الحزب و نفي مؤسسه (يوسف أفندي) إلى حاوية النفايات!

فلم يملك شعب الفواكه المغلوب على أمره سوى أن يهتف و يردد قائلا:… يعيش البطيخ…يعيش يعيش يعيش!

موجة:
رحمة الله على كل من القائد عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالته الأيدي الصهوينية الغادرة والقائد أبو الوليدالغامدي الذي توفي مجاهدا في الشيشان…و نسأل الله أن يتقبلهما عنده من الشهداء

(976)