Close

يخرب بيتك يا “زيجور”!

طبعا مثل هذه الأراء المنحرفة لا أقبلها و لا يقبلها أي شخص سوي فهي تتعارض مع الفطرة قبل أن تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي بل مع جميع الأديان السماوية، فأخذت أفند تلك الأراء المنحرفة فكان من ضمن ما حاججته به أن كلامه هذا يتعارض مع الفطرة الإنسانية السوية التي خلقنا عليها فكل جنس مجبول بالفطرة على أن ينجذب للجنس الآخر، و هذه هي القاعدة العامة التي خلقنا عليها و تسير عليها الحياة و منها يتكون النسل أما ما عدا ذلك فهو شاذ خلاف الفطرة و لا يقبله لا عقل و لا منطق، فحتى الحيوانات ترفض وجود العلاقات المثلية بين أفرادها و استشهدت بمعلومة قرأتها في إحدى المجلات مفاده أن أي قردين يقبض عليه بتهمة ممارسة اللواط يكون مصيرهما القتل بلا رحمة ، فإذا كان هذا الحال بالنسبة للحيوانات فالأولى بنا نحن معشر الإنس الذين أكرمنا الله بنعمة العقل أن نحارب هذا الفعل الشنيع لا أن نقوم بتشجيعهم و إعطائهم حقوقهم المزعومة التي يطالبون بها!!

و الحب النقي و السوي هو الحب الذي يجمع بين الزوجين ضمن إطار شرعي و رابط مقدس يفرقنا به عن العلاقات البهيمية بين الحيوانات ، أما الحب المثلي الذي يؤيده فهو حب مرضي بل جريمة في حق البشرية تحتاج إلا علاج نفسي بالتأكيد و إن لم يفلح فلا مفر من العقاب!

طبعا “زيجور” لم يقتنع بكلامي هذا فالحياة بالنسبة له ليست سوى لهو و لعب، و الجنس في نظره هوأعلى قمم اللذة في هذه الحياة، دون أن يلقي بالا لا إلى قوانين و أعراف بإمكانها أن تحد من حياة الاستمتاع التي يعيشها، أما الدين فهو في نظره سبب كل هذه الحروب و التناحر بين الشعوب و الأمم… ثم أخذ يعدد لي تلك الشعوب!

انتهت فترة الدوام و نحن مازلنا نتحاور و خلال طريقنا نحو المصعد ضربت لها مثالا آخر و هي قصة خلق سيدنا آدم و أخبرته بأن الله بعدأن فرغ من خلق أبونا آدم قام بخلق أمنا حواء لتكون زوجا و سكنا له و لم يخلق ذكرا آخر.. فأجابني بكل بساطة: و من قال أنني أؤمن بأن الإنسان من نسل آدم؟… الإنسان أصله قرد!فلم أملك في النهاية سوى أن أهز رأسي مستنكرا بعد أن وجدت أنه لا فائدة من إكمال النقاش، خصوصا و أن لـ “زيجور” آراء كثيرة لا تقل غرابة و انحرافا عما ذكرته، فخرجت من المصعد و اتجهت لغرفتي و أنا أقول لنفسي: بعد كل هذا تأتي و تقول لي أن أصل الإنسان قرد!… يخرب بيتك يا “زيجور”!!

فلا غرابة أن “زيجور” و غيره من المؤمنيين بنظرية داروين يتكلمون بلسان القرود المنتمين إلى نسلهم… مع الاعتذار لمعشر القرود!

(815)