Close

دكتوراة في الحلاقة! (1-4)

بينما كان “بابو” منهمكا في حلاقة شعري، كان زميله “راجو” يعاني الأمرين مع “أبو الشباب” الذي طالبه بقصات خرافية لم يكتب لها أن تظهر على أرض الواقع بعد، فقبل أن يشرع “راجو” في عملية قص الشعر طلب منه “أبو الشباب” أن يعقم أدوات الحلاقة باستخدام (الديتول) و اشترط عليه أن يستخدم ماكينة حلاقة (يابانية) حيث أنه يعاني من حساسية مزمنة من أي منتجات (Made in Tiwan)!!

و بعد أن تأكد من جميع التجهيزات طلب من “راجو” تسريحة (التمساح بدون ذيل) مما جعله يفتح فمه مندهشا فهو لم يسمع بها من قبل طوال حياته سواء أثناء دراسته في جامعة (كلكتا) لأصول فن الحلاقة و القصات الشبابية (الآسيوية) أو خلال خبرته العتيدة التي تجاوزت الخمس و عشرين سنة فقبل أيام احتفل هو و زملاؤه باليوبيل الفضي على تأسيس صالونه الشهير الواقع في أرقى (سكيك) العاصمة، عندئذ تصبب راجو عرقا و بدأ (يرطن) بكلمات باللغة الهندية لم يفهمها سوى زميله “بابو” لعل و عسى ينقذه من هذه الورطة المحرجة كيف و هو مشترك في جميع المجلات المعنية بالرجل الوسيم ومتابع دائم لبورصة القصات و التسريحات الشبابية الحديثة، لكن (بابو طلع مثل راجو) لم يسمع بها أيضا من قبل مما زاد من موقف “راجو” إحراجا فعزم على أن يتوكل على الله و يغامر مع هذا الزبون العجيب بقصة (وحيد القرن بدون قرن) لأنها في رأيه أكثر ملاءمة لتركيبة رأسه ( المثلث متساوي الأضلاع).

شرع “راجو” في عمله داعيا الله ألا ينتبه له “أبو الشباب” و أن تطول مكالمته الغرامية مع “أم الشباب” حتى تنتهي هذه الأزمة على خير، و لحسن الحظ كان لـ “راجو” ما أراد و انشغل “أبو الشباب” بمكالمته التي امتدت طوال فترة الحلاقة و أنا أختلس نظرة سريعة بين الحين و الآخر كاتما ضحكاتي في صدري على هذه التسريحة الغريبة التي بالفعل جعلته أشبه بوحيد القرن و حامدا الله على وجود “بابو” المتخصص في فنون القصات السريعة فهو لا يتقن سوى استخدام ماكينة الحلاقة و بم أنني زبون قديم في هذا الصالون فهو كلما آتي (يفهمها و هي طايرة) فيلوح بالماكينة و يردد بلغة (عربسوية): شعر ماكينة رقم 3 …. لهية (لحية) ماكينة رقم 2!!

انتهى “راجو” في نفس اللحظة ا لتي أنهى فيها “أبو الشباب” مكالمته الهاتفية و “راجو” يرتعش خوفا من أن لا تعجبه هذه التسريحة حيث يبدو من (كشخته) و هندامه الأنيق أن لديه موعدا هاما، لكن خلافا لما توقع “راجو” سر “أبو الشباب بهذه التسريحة المميزة و قام بإعطائه بخشيشا محترما بل وعده أن يدل باقي ( الشلة) على هذا الصالون، طبعا كل هذا و هو يظن أن “راجو قد قص له تسريحة ( التمساح بدو ذيل)!!

أما “راجو” فقد ازدادت ثقته في نفسه و عزم على أن يتقدم للسفارة بطلب منحة دراسية لإكمال دراساته العليا و الحصول على درجة الدكتوراة على أن يتولى “بابو” إدارة الصالون طوال فترة غيابه!!